تقي الله الأدهم:الكفاءة والأخلاق/بقلم : أحمد عبد المجيد

    زرت قناة الموريتانية ذات مرة وكانت المرة الاولي التي أدخل فيها مباني هذه القناة كنت فقط أريد أن أستفسر أحد كبار العاملين في هذه المؤسسة عن بعض الحيثيات المتعلقة بصاحبة الجلالة وبعد رحلة بحث طويلة طرقت خلالها الأبواب ، وسألت الناس أخبرت أن الجهة الوحيدة التي تملك القدرة علي الرد علي أسئلتي هي إدارة الإنتاج فتوجهت مباشرة إلي هذه الإدارة مستعينا برجل مسن يبدو من هيأته ، وحديثه أنه قديم الصلة بهذا المكان ، وقد أخبرني في الطريق بأن السيد تقي الله الأدهم هو مدير الإنتاج ، وكنت أعرف هذا الإسم ، وأحترمه لأنه صنع الإحترام لنفسه لكنني لم أكن أتوقع مقابلة صاحبه بعد لحظات ,, طرقت الباب على مدير الإنتاج ، وبعد إذنه بالدخول دخلت المكتب الذي كان فسيح البنيان ، جميل الأثاث ، وأستقبلي الرجل بوجه متهلل ، وأريحية عديمة النظير ، وقد أحسست وأنا أحادثه في موضوع مهمتي أنني أمام كبرياء أبي ،وأخلاق فارس .. أمام شخص عميق الفكر ، غزير العلم ، راجح العقل عرف المهنة بكل جدارة واستحقاق ، وسبر أغوارها ، وظل حريصا علي أداء واجبه المهني بكل جدارة وإخلاص متشبثا بمعالي الأمور ، ومتعاليا عن سفاسفها ، ولما أمعنت النظر في هذه المعاني السامية، و القيم الجليلة .. أوجست في نفسي كلاما مفاده أن هذا الرجل هو الوحيد الذي يستحق مناصب أسمي ، ومراتب اهم فهو أكثر الرجال استحقاقا للإحترام والتكريم  أخلاقه كريمة ، ومجالسته غنيمة ، ونيته سليمة ، ومفارقته أليمة كالمسك كلما مر عليه الزمن زاده قيمة .