أخبار عاجلة

مسيرتي في إذاعة موريتانيا … ماذا أعطتني الإذاعة … وماذا أعطيتها /يعقوب ولد بياه

6 نوفمبر,2014 - 19:36

يعقوب بياه  عشر سنوات تزيد عشرة أشهر ذالك هو عمر تلك المسيرة ومدة تلك التجربة بنجاحاتها وإخفاقاتها…
بتكريماتها النادرة وتهميشاتها المتكررة والمتعمدة..
بحلوها القليل وبمرها الكثير …..
إلي أروقة الإذاعة جئت ذات صباح من شتاء 2003 م …
كنت ذالك الشاب الخجول أحمل آمالي و أحلامي وأخفي أشجاني وآلامي..
جئت وأنا أحس أن نافذة الحظ فتحت لي مصراعيها ..
قوبلت يوم مجيئي بنظرات الإستغراب من البعض و بنظرات الإزدراء من البعض الآخر فيما رحبت بي عيون صادقة قليله كانت بلسما لخدوش أحسستها في روحي وأنا أخطو خطواتي الأولي في إذاعة موريتانيا…..
بدأت المسيرة بالبرامج الصباحية المتنوعة وبصوت خافت مهزوز قلت في أول حلقة مباشرة أقدمها من برنامج واحة الصباح ولأول مرة صوتي عبر الأثير : هنا انواكشوط إذاعة الجمهورية الإسلامية الموريتانية……
شعرت وأنا أقولها وأقرأ بعدها المواضيع علي موسيقي حالمة من مقدمة أغنية (حكم علينا الهوي لكوكب الشرق أم كلثوم) أنني أحلق في الفضاء وأفقع فقاعات الهوي الطائرة في عالم كان خيالا بعيد المنال ولكنه ذالك الصباح أصبح حقيقة ملموسة….
تلك كانت البداية وبينها وبين النهاية امتدت رحلة ألم وأمل .. رحلة إحباط ونشوة نجاح وليست النهاية دائما كما في الأفلام العربية و الشرقية سعيدة.
وبين نقطة البداية في 13 نوفمبر 2003م ونقطة النهاية في الأول من أكتوبر 2014م
كانت رحلة الأخذ والعطاء تلك ..
فماذا أعطتني الإذاعة وماذا في المقابل أعطيتها؟؟
أولا ماذا أعطتني الإذاعة ؟؟
أعطتني الإذاعة صحبة خيرة علماء وقراء البلد وجعلت منهم جلسائي وندمائي في مجالس الفقه ومدارج الترقي في تلاوة وتجويد كتاب الله وتصحيح ما سيبث منه وتنقيحه…
أعطتني الإذاعة فرصة لأكون أنا يعقوب ولد بياه كما عرفني الناس عبر أثيرها.
أعطتني الإذاعة معرفة كيف أكتب بشكل صحيح وكيف ألقي بدون أخطاء نحوية وكيف أتفاعل مع الآخر بأدب وكياسة وكيف أبحث عن المعلومة بجد واجتهاد
أعطتني الإذاعة تلك الشهرة النسبية التي بها قدرني الناس
أعطتني الإذاعة تقنيات المونتاج والميكساج والإخراج
أعطتني الإذاعة صحبة وزمالة لبعض الأشخاص الذين كانوا إشراقة خير في حياتي وبصيص أمل أنار لي الدرب ورفقة قاسموني وقاسمتهم الأفراح والأتراح
ثانيا : ماذا أعطيت الإذاعة بالمقابل ؟؟
أعطيت الإذاعة وتلك مفخرتي وتاج رأسي : مونتاج وإخراج جميع مصاحف إذاعة القرآن الكريم الصوتية والتي لم تستطع حتي الآن إنتاج الجديد منها واستكمال البعض الذي لم يكتمل..
أعطيت الإذاعة تصميم جميع مساطر اذاعة القرآن الكريم من النشأة وحتي مسطرتها الحالية التي ما تزال سارية المفعول .. تلك المساطر التي غدت مفخرة الإذاعة يتبجح بها بوقها في كل مناسبة وحين وكلما وجد لذالك فرصة …
أعطيت الإذاعة مئات الحلقات الدينية والترفيهية ومئات الإعلانات والمراسلات الإخبارية واللمسات الإخراجية
أعطيت الإذاعة قبل هذا وأثناءه عشر سنوات من ربيع الشباب وذروة نشاطه كنت فيها مستغلا مستعبدا لأنني بلا وساطة ولا أتزلف لمديريها علي مرِّ الزمن
4 سنوات بدون راتب تقريبا حيث لا يتجاوز راتبي إن وجدته 10.000 أوقية
3 سنوات براتب زهيد لا يتعدى سعر التوصيلة إلي مبانيها 20.000 أوقية
3 سنوات براتب 30.000 أوقية كما هو حال الكثيرين حتى الآن فيها
و10 أشهر أو تزيد قليلا بمبلغ 113000 أوقية ما أعطيت لي إلا لأتغاضى عن حقوق كثيرة لي أكلتها بطون حيتانها الكبيرة
أعطيت للإذاعة 4 مسلسلات إذاعية بلهجة محلية وبمعالجات إجتماعية وطنية كانت من كتابتي وإخراجي وهو ما لم يستطع كوادرها وأطرها ومديروها انجازه خلال الأربعة و الخمسين سنة التي مضت علي تأسيسها بإستثناء محاولات لم تكتمل أولم تري النور أصلا ومن لم يسمع بهذه المسلسلات فهي:
– لعبة الأيام
– أحوال الدنيا
– هزات لقلوب
– ملحمة الإسلام الكبري
ذالك عطائي للإذاعة وأتحدي من يقارعني بتكذيبه
وذالك عطاؤها مشكورة عليه…
و مديرها الحالي والذي يعلم أنني لست من طواقم التدريس المذكورين في مذكرة وزارة التعليم وأنني منذ سنتين أزاول عملي في نواكشوط في الوزارة دون أن يمس عملي الثاني في الإذاعة كانت مكافئتي عنده الفصل يأول فرصة وجدها وحتي لا أظلم الرجل أو أكون من ناكري المعروف رغم ما فعل كانت افضل أحوالي في الإذاعة تحت إدارته فأول راتب حقيقي أتقاضاه تقاضيته في عهده وأول تكريم هو من فعله لي فسبحان من لا يخطئ….
لكنني أقول له ولكل من يستمتع بنفوذه في مؤسسة قيضه الله لخدمتها ورعاية مصالحها ومصالح عمالها:
سيدي أنت لست ميكائيل والأرزاق ليست بيديك وعطائي في الإعلام لن تكون تلك نهايته ولو دامت لغيرك ماوصلت إليك …
وقبل أن أختم هذه الأسطر أنبه سادتي القراء هنا إلي أنني لم أكتبها تزكية لنفسي وإنما ردا علي الكثيرين الذين طالبوني بالعودة إلي إذاعة القرآن الكريم وكأنني ذهبت عنها من تلقاء نفسي إلا أنني أطمأنهم أنني سأواصل ذالك العطاء مادامت لي قدرة عليه وما أستطعت إلي ذالك سبيلا ومادامت هنالك منابر خير لايديرها أصحاب المصالح الضيقة و النعرات القبلية والإديولوجية البغيضه ….. السلام عليكم

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى