أخبار عاجلة

حالة طوارئ في افريڮ ازويرت العكريش (قصة قصيرة)محمد يحي لفظل

18 أكتوبر,2014 - 15:05

لفظل   كان الديارالواصل قبل صلاة المغرب إلي لفريڮ والذي استضافته خيمة أهل أعمر موغلا في وصف بطولاته الجديرة بالإعجاب.
و كيف لا و هو من ضرب ضبعا بيده، فهشم جمجمته ثم تصارع مع “قرس” من أهل لخله استطاع أن يطعزه بعد ليلة من المناوشات قرب المدفن الساحلي.
غير أن أجمل المشاهد التي استمتعت نسوة لفريڮ بالاستماع اليها تلك الليلة هي كيف اعتاد ذلك العربي سحق الثعابين و تفتيتها تماما كمغزل صوف مبلل.
كان الرجل متكئا تماما بين ركائز تلك الخيمة حيث بدت شعبيته في ازدياد مع كل قصة سطر فيها آيات من الرجولة غير مسبوقة.
وحدها جرفونه لم تقتنع ببعض التفاصيل و إن سكتت منعا لإحراج أختها امحيجيبه التي كانت تصب البراد التالي علي ضوء ضعيف مسكوب من الخالفه الشرڮية يقطعه الفڮراش بُوڮفه و الذي تمدد طلبا للراحة مزيحا دراعته عن صدره تخفيفا للجو الحارفي اليوم الثاني للعيد.
وفجأة و بدون مقدمات، و في لحظة فارقة، اطلق بُوڮفه صرخة قوية لا بد أن “الڮوم” الذين نهضوا للتحلاب سمعوها. ووووو، الحڮوني.. الحليم.. أشهد أن لا إله إلا الله !
طارت النسوة من هول الصدمة في الوقت الذي تداعي فيه كل من هب في ذلك لفريڮ الطيب و الساذج. صاح بُوڮفه بصوت تحسبه من بئرعميق “يا العامرين، لا إڮرب مني حد.. هذا احنش اعل ڮاشوشي. الحليم الحليم !
ابتعدت الجموع بحضور الداه الذي أعطي الاوامر بمغادرة المكان و ببقاء رجلين من اكثر الناس خبرة في التعامل مع الزواحف السامة.
و عندما كان محمدن العليم باڮبيظ السم و المتخصص في سر الحرف يصل إلي لفريڮ، كانت الشائعات و الفرضيات الاكثر غرابة قد انتشرت. فمن قائل أن احنش بُنينه قد هجم علي امنات اعمر، امحيجيبه و جرفونه و أن الامر هو في الحقيقة عقاب الاهي، لدورهما المشهود في نشر “آسواقه” و لعب السيڮ في لفريك. و من قائل أن الثعبان تكلم مع بُوڮفه بلسان فصيح و أنه قرر المبيت جاثما علي صدره، علي أن يذهب كل في حاله في الصباح !
كانت الجموع قد انفضت و الرجال قد فرغوا لتوهم من الصلاة غير بعيد من طلحاية لمراح. و مع انتشار أول أضواء الفجرو قفت جرفونه لحظة عند مدخل خيمتهم ثم خرجت و نادت : “انتوم يالڮوم هاه، اللي منكم ادخل الاه يڮلع لي اسوير من اللحم كان معلڮ بين الركايز، إبان طايح اعل ڮاشوش الفڮراش بُوڮفه”. ثم أكملت “عسو أراهو ماهو لاهي إخلي حد إڮرب منو بيه متن اتفكريش” !
وبعد ساعة، ومع انسياب أول أشعة الشمس على لفريڮ كان بُوڮفه يشد علي راحلته مغادرا افريڮ ازويرت العكريش، و العشرات من التعليقات تزحف نحوه !

محمد يحي ولد لفظل

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى