أخبار عاجلة

أسماء الحسينى تكتب :أمة في خطر

22 فبراير,2014 - 10:57

كاتبة يمنية  أهلا بنت عمي هكذا أقبل علي الناشط الحقوقي الموريتاني سيدي أحمد محييا‏,‏ عندما رآني لأول مرة في منتجع ترانجا علي شاطيء المحيط الأطلسي بالقرب من العاصمة السنغالية داكار قبل بضعة أعوام‏,‏
وهو ما أثار دهشة جيمي البريطاني الذي يعمل في واحدة من كبريات منظمات الإغاثة العالمية ورفيق الرحلة من القاهرة لحضور المؤتمر الذي أقيم علي هامش القمة الإسلامية وقتها. سألني جيمي بدهشة: هل أنتما أقارب, قلت له باسمة: لا, فرد جيمي الذي يجيد العربية بطلاقة مستغربا: لكنني سمعته يقول لك: يا ابنة عمي, عجزت وقتها أن أشرح له الأمر, واكتفيت بالقول إن العرب جميعهم أبناء عمومة.. هكذا هم العرب بالفعل أمة واحدة من الخليج إلي المحيط, منحهم الله من الوشائج والعلائق مالم يتوافر لأمة مثلهم علي وجه البسيطة, ولكن هذه الذخيرة من علاقات الدم والنسب والامتداد الجغرافي والتاريخ المشترك والوحدة الثقافية والدينية والتكامل الإقتصادي والبشري, لم يحسن استغلالها, بل أهدرت كثير من فرص التعاون والتلاقي.
واليوم تواجه دولنا وشعوبنا أخطار حقيقية غير مسبوقة, والخطر هذه المرة لايأتي من أعداء الخارج فقط, بل أيضا عبرانقسامات واستقطابات وتجاذبات مزقت الجبهة الداخلية لأوطاننا وفتحت الباب علي مصراعيه لضغوط الخارج, مما جعل دولنا تحت قصف مزدوج, وأصبح جل مانحلم به الآن أن نحافظ علي كياناتنا الهشة, بعد أن كان الآباء والأجداد يحلمون بوحدة عربية شاملة.
وفي يقيني أنه لاسبيل للخروج من المأزق الراهن إلا بنظرة شمولية إلي الواقع والاعتراف بأخطاء الماضي, سواء علي المستوي الفكري أو السياسي, علي مستوي القيادة أو النخب أو الجماهير, والبحث عن الأسباب التي قادت إلي هذا الواقع المرير, الذي تتساقط فيه دولنا واحدة بعد أخري, بوقفة صادقة مع النفس للبحث عن مخرج مثلما فعلت دول أوروبا من قبل, ومثلما تفعل كل دول وشعوب العالم من حولنا.. ولايجب أن نكون استثناء في عالم اليوم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى