أخبار عاجلة

متى سنفيق ونسلك الصحيح من الطريق؟

14 يونيو,2014 - 19:00

كاتب   تشهد الساحة العربية هذه الأيام جدلا واسعا يتعلق بسرقة الثورات ومحاولة تحييدها عن مسارها وهدفها الذي قامت من أجله…والمتهم الرئيس في هذه القضية هو التيارات الإسلامية بشتى إنتماءاتها وتوجهاتها بحسب رأي هؤلاء…ومن المثير للسخرية أن البعض ذهب إلى الحد الذي أتهم فيه هذه التيارات بأنها إمتداد لأنظمة الإستبداد المغضوب عليها وإن إختلفت الأهداف والأهواء،بل إن بعضا منهم دق ناقوس الخطر معتبرا الإسلام السياسي أكبر خطر يتهدد الدول العربية في مستقبلها وأعتبر إختياره حكما بالإعدام على الحرية وطريقا سالكا إلى الرجعية والتخلف…وأنا أتساءل متى كان للعرب مجد منذ أن ولوا الإسلام الأدبار؟…لقد كانوا قبله أعرابا جلفا أذلة يضرب بعضهم أعناق بعض ويسبون وينتهكون الأعراض دون وازع أو خلق في الوقت الذي كان فيه من حولهم من الأمم يشكلون دولا وممالك متماسكة تصنع التاريخ ويحسب الكل لها ألف حساب…ثم جاء الإسلام ليرفع شأن الأمة الأمية وينتشلها من دونيتها ووهنها وهوانها إلى مجد وقوة ضاربة عز نظيرها وقد أعطاها الله مقاليد الأرض ردحا من الزمن ضربت فيه مثلا للتآخي والعدل والتسامح والتكافل والتعايش السلمي لافرق ثم بين أبيض وأسود إلا بالتقوى وللكل حقوقه وافية حتى أهل الذمة…ثم نكص العرب على أعقابهم وتركوا دينهم وسر نصرهم سائرين على سنن من كان قبلهم شبرا بشبر وذراعا بذراع مستمرئين فضلاتهم ونفاياتهم الأخلاقية فكانت النهاية وأية نهاية؟!! لقد تكالبت عليهم الأمم الحاقدة وشتتت شملهم إلى فرق ودويلات متناحرة كما كانوا من قبل قبائل بدوية متناحرة…وهذا هو حال العرب الآن فهل في ماضينا “اللاإسلامي” مايمكن أن نفخر به ياسدنة العلمانية؟…إن التخلف والرجعية في الحقيقة هي نتاج وحصاد هذه الفترة الظلامية التي عشناها منذ زمن بعيد ولا زلنا نعيشها الآن وإن لاح في الأفق فجر نتمنى أن يرحل بهذا الماضي إلى غير رجعة…إن الدولة المدنية العادلة القوية التي يستشرفهاالجميع ويطمح إليها هي فقط التي تنتهج شرع الله الذي شرع وهو أحكم الحاكمين وأعدل العادلين…ورحم الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال:”نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن إبتغينا العزة بغيره أذلنا الله”..وهذا مادلت عليه الأحداث والشواهد التاريخية…فمتى سنفيق،ونسلك الصحيح من الطريق؟؟.

بقلم: محمد الأمين سيدي سالم

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى