أخبار عاجلة

معركة ا نيملا ن التاريخية وغزوة بدر الكبرى .. التشابه في الوقائع وفي النتائج / قياس مع الفارق

22 أكتوبر,2015 - 16:08

معركة كثيرا ما نسمع المقولة  المتداولة (التاريخ يعيد نفسه) إلا انه قلما   تتصادف الاحداث  والوقائع  كما حصل في معركة انيملان التاريخية التي تطل علينا ذكراها التاسعة بعد المئة  يوم السبت الموافق 24 اكتوبر   2015 وغزوة بدر الكبرى .

تلك المعركة  التي لا يعلم الكثير من الباحثين عنها  إلا النزر القليل مما دونه المستعمر في  ارشيفه  وما تناقله أحفاد المجاهدين من روايات شفوية نقلا عن اجدادهم الذين شاركوا في هذه الواقعة المجيدة  من مختلف القبائل الموريتانية ،تلك الواقعة التي تتشابه إلى حد بعيد مع غزوة بدر الكبرى في بعض النقاط  نوردها اجمالا فيما يلي :

أولا من حيث الاسباب

وهي أن غزوة بدر الكبرى جاءت بعد سرية عبد الله ابن جحش لاعتراض عير لقريش محملة بالمؤن  بأمر من النبي (ص) وأدت إلى أخذ العير  ومقتل قائدها عمر ابن الحضرمي  وبذلك كانت السبب المباشر لغزوة بدر الكبرى حيث لا يفصلها عنها إلا شهر واحد وأن معركة إنيملان جاءت بعد معركة تجكجة  الشهيرة 1905 التي قتل فيها المنظر والمستشرق الفرنسي إكزافي كابولاني وكانت إحدى الاسباب المباشرة لمعركة إنيملان 1906 التي أعد لها المستعمر  العدة الكاملة لاسترجاع هيبته بعد معركة  تجكجة

ثانيا من حيث التاريخ

وهو أنهما وقعتا في نفس اليوم من الشهر إذ تؤكد أغلب المصادر أن معركة انيملان  وقعت يوم الجمعة  17 رمضان  ومن المعلوم انه اليوم الذي وقعت فيه غزوة بدر الكبرى.

ثالثا من حيث الوقئع على الارض

وهي أن الجيش الغازي القادم من تجكجة ضلله دليله المدعو ابراهيم ولد ماق عمدا واتجه به شرقا إلى ساعة متأخرة من الليل  قبل أن يكتشف أمره و يرغم عنوة على المسير في الاتجاه المقصود بعد تصفيده  وهو ما مكن  جيش المجاهدين من التجهيز جيدا وأخذ الوقت الكافي  للتمركز في مواقعه ووفر له عنصر المباغتة بعد وصول الجيش الفرنسي ومعاونوه  صبيحة ذلك اليوم  بعد مسير ليلة كاملة في منطقة جبلية وعرة المسالك بعد أن حدد المجاهدون مكان المعركة لصالحهم وهو منطقة غابوية تحبس الماء لفترة طويلة  ليحولوا بين العدو  و الوصول إليها وهو ما يشبه في اعتقادنا غمر أبار بدر  وبناء حوض الماء الذي أشار به الحباب ابن المنذر للنبي (ص) ليشربوا ولا يشرب العدو

رابعا من حيث العدوتين

و يتجلى ذلك واضحا في ميدان المعركة  حيث تقابل الجيشان  في منطقة مرتفعة من ناحية الشرق وهي الجهة التي قدم منها المستعمر ومعاونوه من المسلمين على حد قوله  والأقرب إلى مركز الحامية  الفرنسية في تجكجة وهي منطقة صخرية مكشوفة  (العدوة القصوى) بينما أختار المجاهدون بحكم سبقهم للمنطقة وتكتيكهم العسكري  المنطقة المنخفضة  ذات الاشجار الكثيفة  المحاذية لجبل يمكن ا لتحصن فيه والأقرب إلى الحاضنة  الشعبية للمقاومة  وهي( العدوة الدنيا )الموالية  للجهة التي قدم منها المجاهد الكبير  محمد المختار ولد الحامد بعد اشتعال المعركة لترجيح الكفة لصالح جيش المقاومة .

خامسا من حيث تنظيم الصفوف والحث على الصبر  في منازلة العدو

حيث تشترك الواقعتان في أن رسول الله (ص) أثناء تحريضه  الصحابة رضوان الله عليهم على القتال والصبر فيه قال ( والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر  إلا أدخله الله الجنة)  فقال عمير ابن الحمام وكانت بيده تمرات يأكلهن  بخ بخ افما يمنعني ان ادخل الجنة الا ان يقتلني هؤلاء  ثم قذف التمرات من يده وقاتل المشركين حتى أستشهد ، وهي نفس الكلمات التي رددها  الشريف ملاي إدريس  أحد قواد معركة انيملان فسمعه احد المجاهدين وبحوزته حليب شاة في إناء فتركه ودخل المعركة  وقاتل حتى أستشهد  .

سادسا من حيث تغيير ميزان القوة لصالح المجاهدين

من المعلوم ان جيش المجاهدين في هذه المعركة لا يتوفر إلا على  أسلحة بدائية مصنوعة محليا  من أمثال  ( كشامي ،فردي )يتطلب تزويدها بالذخيرة  وقتا ولا تصيب الهدف إلا من مكان قريب جدا على عكس الجيش الفرنسي المزود  بأحدث  الاسلحة في ذلك الوقت (البنادق ،الرشاشات )وكانت المفاجأة التي أربكت العدو  وعجلت من هزيمته دخول المجاهد  محمد المختار ولد الحامد  المعركة بجماعته القادمة من أشاريم  بأسلحتها المتطورة  التي زوده بها  المستعمر قبل ذلك في إطار اتفاق  بينهما يخضع بموجبه ولد الحامد  بعض الجماعات المناوئة للمستعمر مقابل امتيازات يحصل عليها الاول ،ومن المعلوم في غزوة بدر الكبرى ان النبي (ص) بشر أبوبكر الصديق في العريش المقام له على التل المطل على ميدان المعركة  (مركز القيادة)  بمدد من الملائكة يتقدمهم جبريل عليه السلام  كما جاء في محكم التنزيل  ومع وجود الفارق الكبير طبعا بين الحالتين  إلا أنهما تشتركان  في صعوبة الموقف وجسامته  وقوة العدو عددا وعدة  وانفراج الموقف بوصول المدد  ودوره في ترجيح الكفة لصالح الفئة المؤمنة  وسقوط قادة  المعركتين في الميدان  مشركوا قريش  وهم أبو جهل  وعتبة ابن الوليد وأمية أبن خلف في غزوة بدر الكبرى والملازم داس افرانسو ومساعداه الرقيبان  فيلب وأفلرت في معركة انيملان .

بقلم الاستاذ حمدي ولد محمد يحظيه

تعليق واحد

  1. لاالاه الي الله محمدالرسول الله

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى