أخبار عاجلة

إلي من حملهم الشعب أمانته / محمد عبد الرحمن أبو المعالي

1 فبراير,2014 - 20:14

بدون عنوان  بمناسبة انتهاء الحملات الانتخابية ـ البلدية ـ والبرلمانية ـ وبعد تسليم الجميع مهامه  لم يبق لي إلا أن ابارك للجميع علي السواء .
وأذكر اولئك الذين منحهم الشعب ثقته  بقول الله عز وجل :
{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (الحج:41) 1)
فإن من أعظم نعم الله عز وجل على هذه الأمة أن جعلها خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله.
وقد قامت هذه الأمة على يد السابقين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان بإيصال كلمة الحق إلى أنحاء المعمورة، عند ذلك انتهت هيمنة تلك الطواغيت، وتحررت البشرية من تحت يديها ودخلت في دين الله أفواجاً.
دخلت الإسلام الذي اختاره الله لهذه البشرية دينًا، وابتعث المؤمنين به إلى إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
ولما كان موضوع “الحاكم  ” من أهم الأمور وأخطرها لأنه الحارس لهذا الدين، وما لا حارس له فهو ضائع، أو يوشك أن يضيع, وهو المسؤول الأول عن نشر الدين والذود عن حماه من عبث العابثين وطمع الطامعين، فقد كان لهذا الموضوع وافر الحظ والنصيب من البحث والدراسة عند علماء المسلمين, منذ أول عصر هذه الامة وإلى يومنا هذا. كان لزاما علي أن انبه اخوتي جميعا علي عموم التراب الوطني .
لهذا كله رأيت من الواجب عليّ أن أسهم في رفع الستار وإزالة الشبه والالتباس الذي غطى على أعين وأذهان كثير من المسلمين وتصوراتهم لهذه الحقيقة ” عن الحاكم أومن ينوب عنه ” وأن أبين حقائقه صافية نقية، خالية من أي شبهه أو تصور مغلوط- في حدود علمي- لعلها تتضح لمن كان له قلب أو القي السمع وهو شهيد، ولكل من يسعى إلى معرفة دينه كما أنزل الله عز وجل، وكما سار عليه سلف الأمة رضوان الله عليهم أجمعين، وعلمائها الأخيار من أهل السنة والجماعة.
وقد أوضح الله عز وجل هذا الهدف في كتابه حيث قال: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (6).
قال ابن تيمية- رحمه الله-: “وجميع الولايات الإسلامية إنما مقصودها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” (7) , وقال: “المقصود والواجب بالولايات إصلاح دين الخلق الذي متى فاتهم خسروا خسرانًا مبينًا ولم ينفعهم ما نعموا به في الدنيا، وإصلاح ما لا يقوم الدين إلا به من أمر دنياهم” (8).
فموريتانيا الآن بدأت تظهر فيها أنواع من المنكرات غريبة علي مجتمع  طاهر كان بالأمس القريب تطبع حياته البدوية ـ البراءة ـ. واليوم مع وجود الشبكة العنكبوتية وما فيها من إيجابيات إلا أنها وفرت للكثير من أصحاب النفوس المريضة والضعيفة أرضية خصبة  للمساس بمقدسات هذ الامة أمس تطالعنا ليلي ويعلن فسقها  واليوم ولد مخيطير  يعلن إلحاده ,لذا كان لزاما علي الدولة أن تضع حدا لتلك الظاهرة الغريبة التي بدأت تغزو هذا المجتمع المحافظ .
كما أن علي من يحكم هذا الشعب  الغني بلده بموارده الطبيعية ـ الحديد ـ السمك ـ الثروة الحيوانية ـ سكانه قليلون  لا يتجاوزون أربع مليون  ومع ذاك يعيش تحت وطأة الفقر المتقع والجهل والتخلف  تري  ما السبب في ذلك ؟
طبعا وبإجابة مختصرة  هناك خلل ما في تسير تلك الموارد الهائلة .
وأعتقد  بل وأجزم  أن العدل  أساس الملك (كما يقولون ) فإذا كانت هناك عدالة فسيعيش الجميع بأمان ورخاء  وذلك من أهم المقاصد التي أمر الإسلام بتطبيقها العدل والإحسان وعدم الاستبداد والطغيان, قال عز وجل: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم
وأمر نبيه داود- عليه السلام- بالحكم بالعدل ونهاه عن إتباع الهوى فقال عز وجل: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} صدق الله العظيم إلى غير ذلك من الآيات.
وعن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- عن النبي- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- قال: (ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولاً، لا يفكه إلا العدل أو يوبقه الجور) الحديث .
ويقول- صلى الله عليه وسلم-: (ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولاً، يده إلى عنقه فكه بره أو أوثقه إثمه, أولها ملامة، وأوسطه ندامة وآخرها خزي يوم القيامة) الحديث .
إذاً الحاكم تحت المسائلة, وتحيط به كل المحاكم, محكمة الضمير في قلبه، ومحكمة البشر من حوله، ومحكمة السماء من فوقه، وكل واحدة منها أمانة في عنقه سيحاسب عليها, هذه هي نظرية القرآن، اقرؤوا إن شئتم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم , فقد جمعت هذه الآية الكريمة أنواع السلطات القضائية التي ستتولى محاسبتنا، (لا تَخُونُوا اللَّهَ) هذه المسئولية الدينية, “وَالرَّسُول” هذه هي المسئولية أمام الناس، ” وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ ” تري هل هناك من آذان صاغية وقلوب واعية  ؟
أري أن موريتانيا تحتاج فقط إلي قائد عظيم له رؤية واضحة  للمستقبل تجعل من العدل بين  الناس رأس أولويته  فالموارد الطبيعية موجودة  لكن الإرادة وللأسف  مفقودة  والقهر والمحسوبية والجهوية  كلها أمراض مستشرية في جسد كثير ممن   يحكموننا سواء علي المستوي المحلي , أوالجهوي , أوالوطني , أو حتي عالمنا العربي أوالإسلامي  فإلي متي نبقي  مكتوفي الأيدي ؟

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى