تعود سكان مركز الرشيد الإداري مذ القدم على حكام لا يقدمون ولا يأخرون ، وليس لهم من الأمر شيء ، سوى مرافقة وفود الإدارة المقاطعية خلال جولاتها .
ينبطح أولئك الحكام فور وصولهم الرشيد فيتركون الأمر في الرشيد للعمدة البلدية ، ويتركون أمر النيملان للعمدة أيضاً ، وهكذا أصبحت الإدارة الإقليمية بيد المنتخبين المحليين .
وطبعا تختلف أسباب الحكام ودوافعهم في ترك الأمر للساسة فمنهم من أعمت المطامع بصيرته ، ومنهم من حاول الاعتدال أول المطاف ، وانحرف تحت إكرهات أخرى ، ومنهم الضعيف المسكين الذي لا يقف إلا مستظلا بغيره .
الأمر الذي صغّر الإدارة في أعين ساكنة المركز وألحق الضرر بهيبة الدوله .
وقد نال كل حاكم زار الرشيد لقباً من الساكنه يعبر عن صفته ، فمنهم حاكم اگرون بگره فحاسي ،،، و منهم حاكم أيدو ،،، وحاكم الله أعظم ….. إلخ
كل هذه التسميات لم تأتي من فراغ ، وإنما لأسباب غالبا ما يكون الحكام أنفسهم سببا فيها .
إلا أن الزمان خرق عادة ماظنها الناس تُخرق مهما طال الزمان ، وهي قدوم حاكم آمرٍ ناهٍ إلى مركز الرشيد ، الرشيد الذي لم يُحكم يوماً من طرف الدولة ، ولم يخضع إلا لحكم ساسته دون الرجوع لغيرهم .
فمن أين جاء هذا الحاكم الحازم ؟ وكيف استطاع أن يكون استثناءً من سبقوه ؟
يتهامس الناس قبل وصوله ، يقلون أنه قادم من مقاطعة المجرية وأنه كان حاكما مساعدا وأنه رجل عادل مستقيم .
ويقول البعض الآخر ….. لايهم ،،،،،، لن يُحكم الرشيد إلا من قبل أهله ولن يختلف هذا الحاكم عن سابقيه .
وفي أول ظهور له ، ظهر الحاكم الشاب محمد ولد سيدي بمظهرٍ لينٍ متواضعٍ ، مما أغر القوم ، حتى قال أحدهم في ذلك الإجتماع أن الرشيد لا يخضع إلا لحكم الساسه على مسامع الإدارة المحلية ، في انتهاك صارخ لسلطة الدولة ، ولا عجب فقد اعتدنا في مركز الرشيد الإداري على قوة الساسة لا قوة الدولة والإدارة .
الحاكم الشاب ، بدأ بالفعل يفكر في تقديم صورة تليق بالدولة ، وأنشأ سكنا ومقرا خاصا بالحكومة ، فأصبح بذلك أول حاكم يفرض استقلالية الإدارة في الرشيد ، بعدما كان أسلافه يسكنون حيث يريد الساسة ، فكان اغلبهم يسكن في تجكجة ويزور الرشيد عند الضرورة فقط ، لتبقى الكلمة في المركز بيد الساسه .
ومما يحسب لهذه الحاكم أيضا ، وقوفه على الحياد من جميع الفرقاء السياسيين ، واضعا كل الطوائف على مسافة واحدة منه ، متخذا قرارته بما يراه مناسبا وعادلا ، دون الرجوع إلى الساسة كما كان ديدن من سبقوه ،
ما أعاد للدولة والإدارة المحلية بعض هيبتها في المنطقة ، بعدما لم يكن يحسب لها أي حساب .
واليوم نزل خبر تحويله كالصاعقة على رؤوس الساكنة التي أبصرت نور الأمل يوم أبصرته ، وقد رأت فيه المنقذ والمخلص لعدله وحكمته
وإننا لنأسف لهذا التحويل ،
فليس من المعقول أن يجزى من خدم بلده وشعبه بالتحويل التعسفي في سبيل إرضاء بعض الساسة ،
ختاماً نبارك لمركز النتيرگنت الإداري حظه العظيم بالفوز بحاكم إداريٍ عادلٍ جادٍ في عمله
ونتمنا أن تنصف الحكومة هذا الحاكم الفذ ، وتنصفنا بتمكينه إدارياً حتى يسود العدل وتستعيد الدولة قوتها