أطلق المركز الثقافي المغربي بنواكشوط مساء اليوم الاربعاء رسميا باكورة أنشطته الثقافية للموسم 2019ـ 2020 وذلك بتنظيم محاضرة تحت عنوان ” دور الطرق الصوفية في تحصين العقيدة الدينية : الطرق الغظفية نموذجا” ألقاها الأستاذ الجامعي والمفكر المعروف يحي ولد البراء .
وتطرق المحاضر للطريقة الغظفية المنسوبة لمؤسسها الشيخ محمد الأغظف الدازدي ومساهمتها الكبيرة في تحصين العقيدة الدينية لعدة شعوب من سكان الصحراء الكبرى ، إذ بفضلها حافظت المنطقة التي إكتست لبوسها على وضعها الديني السني القائم على العقيدة الأشعرية والفقه المالكي ، كما عملت على تعميق الوعي الدين والمعرفة بعلوم الشريعة وتجذير مبادئ الإحسان .
وأضاف المحاضر أن 82% من المسلمين في العالم ينتمون بشكل أو بآخر إلى الطرق الصوفية ، كما أن عددا من معتنقيها أثرو الإسلام بأعداد كبيرة من الداخلين في الحاضنة الإسلامية ، كما تطرق أيضا لأهم رموز وشيوخ هذه الطريقة والخصائص الفردية لكل واحد منهم مشيرا إلى أن ما يجمع هؤلاء أكثر من مما يفرقهم.
وكان مدير المركز الثقافي المغربي في نواكشوط سعادة السيد سعيد الجوهري قد ألقى قبل ذلك كلمة بالمناسبة جدد فيها الشكر للضيوف على اهتمامهم المتواصل بأنشطة المركز الثقافي المغربي الشيئ الذي يدفع إدارته يضيف المسؤول المغربي إلى بذل قصارى جهودها من أجل أن ترقى الفعاليات التي ينظمها إلى مستوى طموحات ورغبات الجميع .
وأشار إلى أن الطرق الصوفية شكلت ولاتزال سياجا منيعا للدين الإسلامي وتحصينا للعقيدة الدينية ودورها في توطيد وتقوية العلاقات الروحية بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية ، وكذا دورها التاريخي في التبادلات العلمية والثقافية بين البلدين الشقيقين .
وقال إن المركز سطر مجموعة من الأنشطة المتنوعة والهادفة من ضمنها ما هو يومي كالأوراش في مجالات متعددة حيث أفتتح هذه السنة ولأول مرة ورشة للفنون الموسيقية كنواة لخلق معهد موسيقي مستقبلا ، وورش لأب الفنون ألا وهو المسرح بالإضافة إلى استمرار الأوراش السابقة كالفنون التشكيلية والخط العربي وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ومحو الأمية وتخصيص محظرة لتعليم القرآن الكريم .
ولدى حديثه عن الورش الأسبوعية تحدث السيد سعيد الجوهري عن برمجة المركز لعدة فعاليات ذات طابع ثقافي وفني وتراثي واقتصادي واجتماعي تهم جميع شرائح المجتمع الموريتاني بكل مكوناته ، كما برمج أنشطة متعددة بالتنسيق مع فعاليات أكاديمية حيث ستظل أبواب هذا المركز مفتوحة على مصراعيها أمام ابداعات الشباب وتجربة الأكاديميين والمثقفين وخبرة الإعلاميين دون نسيان دور المرأة الموريتانية يضيف مدير المركز الثقافي المغربي ومكانتها المتميزة في هذا البلد الشقيق
وقد تابع المحاضرة عدد كبيرا من الأساتذة الجامعيين والمثقفين والإعلاميين والمهتمين بالبحث العلمي أثروا الموضع بعدد من الملاحظات والأسئلة التي رد عليها المحاضر ردودا شافية .
وعلى هامش النشاط تجول الحضور في ورشتين للخط العربي والفنون التشكيلية للتلاميذ وذلك بتأطير من الأستاذين منصور كيبي ، والدكتور محمد الأمين صهيب ، ليكون مسك الختام حفل لتناول المرطبات واحتساء للشاي على شرف السادة الحضور.