كان ببلاد الحجاز واليمن السعيد، رجل يزن كلامه؛ فلا يخلف إذا وعد، ولا يكذب إذا تحدث، ولا يخون من أمنه، ولا يحمله من خاصمه، وسبه، وشتمه؛ أن يرد عليهم بالمثل. الرجل يفزع إليه الحجازيون في حوائجهم واليمنيون في شكاواهم. لايغلق بابه، ولايجهل أحد عنوانه. يستوى في ذلك المحب له، والكاره لخصاله وتصدره لصدر المجالس كره الباز الظلم والحسد والبخل والتكبر وظلمة زمان يأكل فيه الأخ أخاه، ويُظلم فيه أهل النجاح والتألق من طرف من لا راحلة لهم تُسرج، ولا سِراج نور يوقد، ولامبادرة رماة تعرف. علم الناس أن الوشاة اجتمعوا لمحاربة مجده، وأن قطاع الطرق، وبائعي الأكاذيب، وسماسرة الفساد، وأباطرة افيون الخمر،والغلول، وانواع قتلة القيم التي يحملها؛ قد اجمعوا على إعلان الحرب عليه، وعلى المأثورات التي يجسدها تواضعه، وقربه من قلوب جميع الناس. قال لهم فتية من الخارجين على مكرهم: “ماذا تنقمون من الرجل يا أتباع قيصر وكسرى!؟…”.. فقام رجل شهم خطيبا فيهم .. قال الرجل: “ينقمون عليه أنه يحمل الكل، ويصدق الحديث، ويُكسب المعدوم، ويغيث الملهوف ويأطر الظالم منهم، ويعين على نوائب الدهر، ولا يخون من خانه، ولا يخضع لمن هان من اخلص في عمله .. الرجل كرمه في قلبه، وعزته في نفسه، وصدقه في جبيته، وأذته لاتقبل الكذب، ورجله لا تعرف الخطو إلى الشر.”.. تنفس الفتية وقالوا:” صدق العرب؛ الحاسد لخصال الرجال لايسود، والمعادي لشميمهم بالخير لا يجود، ومن عز فقد بز أقران وأفران السوء”.
تذكرت حال الباز هذا، وحملة بائعي المخدرات، وشاربي القنب الهندي، وأثرياء التهريب، وغسيل العهر، والرشوات .. حز في صدورهم أن واغادوگو، ولمسيلة، وبحر نواذيبو، وشواطئ النهر، وأزقة نواكشوط، وضواحي ألاك، ورحلات لاسبالماس، وبواخر البينكو؛ قد دندن شيفرتها فارس أحمدي اسمه الجنرال محمد ولد مگت. هرم من هرم وعز من بز وأكل هؤلاء التراث أكلا لما .. لا إله إلا الله وحده.. أعز جنده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.
من صفحة المدون عبد الله المبارك على الواتساب والفيس بوك