أسدل الستار عن مباراة القرن أو كما أطلق عليها إعلامياً “نزال المليار” بين الملاكم الأميركي فلويد مايويذر وخصمه كونور ماكغريغور، مساء السبت 26 أغسطس/ آب 2017، والتي حقق فيها اللاعب الأميركي الفوز بالضربة القاضية على غريمه الأيرلندي.
هذه المباراة التي جذبت ملايين المشاهدين عبر العالم وكذلك حضرها نجوم هوليوود في إحدى الصالات في لاس فيغاس، صاحبها الكثير من الكواليس التي لم يرها المتابعون ولكن رصدتها الصحف العالمية.
صحيفة ديلي ميل البريطانية رصدت الأحد 27 أغسطس/ آب 2017، كواليس المباراة العالمية وقالت إن مايويذر فاز على ماكغريغور بالضربة القاضية في الجولة العاشرة، في الوقت الذي وعد الملاكم الأميركي متابعيه للعودة للاعتزال مرة أخرى بعد رجوعه ليوم واحد خاض فيه هذا النزال الكبير.
وأقسم مايويذر (40 عاماً)، بعد أن فاز بخمسين مباراة على التوالي، أنَّ هذه المباراة سوف تكون مباراته الأخيرة، وذلك بعد أن حصل على “حزام المال” المرغوب وما لا يقل عن 100 مليون دولار مقابل فوزه بالأمس.
وكانت هيمنة الملاكم الأميركي قد اكتملت بحلول الجولة العاشرة، إذ كان في طريقه للفوز وتسجيل أول إنهاء مبكر له منذ أوقف الملاكم فيكتور أورتيز بطريقة أثارت الجدل منذ ست سنوات تقريباً.
وبحسب ديلي ميل البريطانية فسواءٌ كانت المباراة هي أغنى مباراة على الإطلاق كما توقع المروجون لها أم لا، لكن نظرياً سوف يكون من الصعب العثور على مباراة غير متكافئة أكثر من هذه، لكنَّ ذلك لم يمنع ملايين المتفرجين حول العالم من الدفع مقابل المشاهدة، ولم يمنع الـ14623 متفرجاً من دفع أموالٍ طائلة مقابل الحصول على التذاكر لحضور المباراة في حلبة تي موبيل.
مباراة من طرف واحد
وتضيف ديلي ميل خرجت المباراة كما توقع الكثيرون، من طرفٍ واحد. إذ نفض مايويذر عن نفسه غبار عامين من الخمول، متفوقاً على خصمه الذي فاز مرتين ببطولة القتال النهائي، والذي كان يخوض أول قتال له في ملاكمة المحترفين.
وقال ماكريغور للصحيفة البريطاينة: “اعتقدتُ أنَّ الفوز قريب. اعتقدتُ أنَّني نلتُ منه في الجولات الأولى. واعتقد أنَّه بدأ في النيل مني في الجولات المتوسطة وقرب النهاية. لكن ما حدث في الجولتين النهائيتين أنَّني كنتُ أتمايل في الزاوية وأحاول استعادة توازني. لكنَّك أوقفتني. كنتُ أعتقد أنَّ هذا الإيقاف مبكرٌ إلى حد ما. أكون في هذا الحال حين أكون متعباً، أُصبح مرتعشاً وغير متزن. لكن الحق يقال، الرجل يستحق. هذا ما تجنيه بعد 50 مباراة في دوري المحترفين”.
أمضى كلا ملاكمي الوزن الثقيل شهوراً في الإعداد لهذه المباراة الضخمة، وأحدثت المباراة صخباً شديداً بينما كان العالم ينتظر لمعرفة من سيتربع على عرش الملاكمة.
وامتلأت ساحة تي موبيل في لاس فيغاس بعشرين ألف متفرج، بينما كانت الطائرات الخاصة تنقل المشاهير إلى “مدينة الخطيئة”، في الوقت الذي وصلت فيه الرهانات على تلك المباراة إلى أكثر من مليون دولار.
شملت قائمة من كانوا في المقاعد الأمامية في الحلبة: بروس ويليس، وليوناردو دي كابريو، وجينيفر لوبيز، وفينيسا هادجينز، وديمي لوفاتو، وليبرون جيمس، وقد كانوا جميعاً متشوقين لرؤية المباراة الضخمة.
ومن المرجح أن تحطم عوائد المباراة كل الأرقام القياسية، وأن تتجاوز الـ600 مليون دولار التي حققتها مباراة مايويذر مع ماني باكياو عام 2015.
وبحسب ديلي ميل فقد استغرقت المباراة وقتاً أطول، وكانت أكثر تنافسية مما توقع الكثيرون.
وبينما كان ماكغريغور يحظى بتشجيع الجمهور لفوزه غير المحتمل، نجا مايويذر من بدايةٍ صعبة، وعاد للسيطرة بالتدريج. ثم تعامل مع خصمه بوحشية في الجولة العاشرة، فصوب إليه ضرباتٍ عديدة، وطارده في الحلبة، حتى أنقذ الحكم روبرت بيرد خصمه الأيرلندي، وأوقف القتال.
وقال مايويذر بعد المباراة: “كان خصماً صعباً. أعتقد أنَّنا أعطينا المتفرجين ما أرادوا رؤيته. كانت خطتنا أن تستغرق المباراة وقتها، فليضرب كلٌ منا ضرباته الثقيلة مبكراً، ثم أقضي عليه في نهاية المطاف. لقد أعطيتُ المتفرجين ما أرادوا رؤيته. لقد قلت لهم إنَّني مدينٌ لهم بسبب مباراة باكياو. ينبغي أن أعطيهم عرضاً يشاهدونه”، بحسب ديلي ميل.
وكان ماكغريغور قبل خسارته قد دخل الحلبة متدثراً بعلم أيرلندا حول كتفيه. ووجه ضرباتٍ بقبضته في الهواء إلى الجمهور الذي هتف بصوتٍ عال. وكان مساعدو ماكغريغور قد رفعوا عالياً الألقاب التي حصل عليها في بطولة القتال النهائي بعد أن دخل الحلبة لأداء مباراته الأولى في ملاكمة المحترفين.
أما مايويذر، فقد اتبع أسلوباً مسرحياً بعض الشيء، إذ ارتدى ما يشبه قناع التزلج تحت قبعةٍ كبيرة الحجم. وكان في استقباله مزيجٌ من هتافات الاستحسان والاستهجان.
ودخل ماكغريغور إلى الحلبة بقصة شعر أقصر مما كان عليه الحال قبل أيام من المباراة، وكانت رفيقته وراءه تدفع عربة فيها طفله ذو الشهور الثلاثة.
وكان ماكغريغور هادئاً وواثقاً في اللقاء الصحفي الذي أُجرِيَ معه قبل بدء المباراة، فأخبر جيم غراي، من شبكة “شو تايم”، أنَّه سوف “يرسم صورةً جميلة” في قتاله ضد مايويذر ذي الحظوظ الأعلى في الفوز.
وقال ماكغريغور إنَّه ظنَّ أنَّ وزنه حوالي 170 رطلاً بعد أن أعاد ترطيب جسده بعد وزن يوم الجمعة، لكنَّه في الحقيقة كان يزن 153 رطلاً، وكان وزن مايويذر 149 رطلاً ونصف.
ومن المقرر أن يحصل مايويذر على 100 مليون دولار مقابل المباراة، وقد يتضاعف هذا المبلغ لو زادت المبالغ المدفوعة مقابل المشاهدة عن المتوقع. أما ماكغريغور فسوف يحصل من لجنة ولاية نيفادا الرياضية على 30 مليون دولار.
تذاكر اللقاء
وبحسب ديلي ميل كان لدى بائعي التذاكر حوالي ألفي تذكرة لبيعها يوم المباراة، بأسعار تراوحت من 2500 إلى 10 آلاف دولار.
وكان وكلاء المراهنات قد واجهوا التعرض لخسارة كبيرة لأنَّ تذاكر ماكغريغور كانت أكثر عدداً من تذاكر مايويذر بنسبة 18:1 في بعض الحالات. لكنَّ الرهانات الضخمة بدأت في التوافد يوم الخميس لصالح مايويذر، وفي سلسلة ويليان هيل للرهانات الرياضية كانت نسبة 74٪ من المال عبارة عن رهانات لصالح مايويذر.
ووُضِعَت كذلك بضعة ملايين من الدولارات في صورة رهانات لصالح مايويذر، جاءت ثلاثة منها قبل ساعات من بدء المباراة. أما أكبر رهان لصالح ماكغريغور فقد كان 100 ألف دولار.
ولم يكن اللاعبان يتنافسان للفوز بلقبٍ كبير في الملاكمة، لكنَّ ذلك لم يمنعهما من صناعة أحزمتهما الخاصة.
“فحزام المال”، الذي صُنِعَ خصيصاً لهذه المناسبة، كان هو محل التنافس. وكُشِفَ عن هذا الحزام المدهش في لاس فيغاس يوم الأربعاء بينما كان المقاتلان يتحدثان أمام الصحافة للمرة الأخيرة قبل بدء المباراة يوم السبت.
ويُزعَم أنَّ الحزام، المصنوع من جلد التمساح الإيطالي، مُرصَّع بنحو 3360 قطعة من الماس، و600 ياقوتة زرقاء، و300 زمردة، وثلاثة أرطال من الذهب الصلب عيار 24 قيراطاً، وقد أمر بصناعته رئيس منظمة الملاكمة الدولية موريسيو سليمان.