كتب الصحفي الكبير محمد عبد الرحمن معد برنامج موريتانيا الأعماق ، والبرنامج القرآني في التلفزة الموريتانية وأحد أبرز صحافة التلفزة كتب عن قرية عرفات شرق بوتلميت بعد زيارتها وإعداد حلقة من البرنامج المشهور موريتانيا الأعماق الذي يقدمه محمد ولد زمزام وجاءت تدونة الزميل محمد عبد الرحمن في صفحته على الفيس بوك :
حين تكتشف كنزا كان بين يديك وكنت تمر عليه بكرة وعشيا دون أن تشعر به تدرك بحسرة خطورة الجهل وما يفيته وأهمية الاطلاع وما يفيده.. حقيقة ترددت في ذهني كثيرا وأنا أخرج من حاضرة عرفات المتجاوزة ببساطة علي طريق الأمل.. وما كنت أنا ومثلي من المارين بسرعة وهم كثر أن أدرك أن اللافتة علي الشارع تشير إلي تجمع سكاني تأسس من أول يوم علي قواعد التعلم والنظام والتكافل والإيثار.. فكرة راودت رواد عرفات وتبلورت لدي المؤسسين مع العام 1985 حين تصدوا لمضاعفات التقري العشوائي وراموا عن وعي أن يؤسسوا تجمعا حضاريا يحتضن كيانا راقيا علما وأخلاقا وبفارق ثلاثين سنة نجحوا قبل أن تكون الفكرة عنوانا سياسيا للنظام الحالي وتفشل في العديد من حالاتها ..
عرفات مدينة مخططة طولا وعرضا عي مسافة 6 كلم مربع وتتوزع علي أحياء سكنية كل باسمه ووسمه وبعض الأحياء له ملامحه الخاصة به في عرفات مركز صحي به طبيب عام كحالة فريدة من نوعها وطنيا وبه ثانوية وإعدادية ويتحمل السكان نفقات وسكن الطبيب وطاقم التدريس وهم من شيدوا معظم المباني العمومية وتبلغ ميزانية رابطة آباء التلاميذ الرقم القياسي علي مستوي مقاطعة أبي تلميت .. وعرفات قرية ذات عشرين مسجدا وأكثر من عشر محاظر ولها معهد لتحفيظ الفتيات اللاتي أحززن مراتب متقدمة في المسابقات الوطنية وتوجد بالمساكن مخطوطات نادرة يشرف عليها علماء يفضلون العزلة والبعد عن الأنظار
خدمات المياه والطاقة مجانية ففي القرية هنالك محسنون يتولون نفقاتها عل حين غفلة من مستهلكيها أنشئت المزارع واستجلب النخيل بفضل توفر الماء المجاني
في عرفات حي نموذجي أريد له أن يكون قطبا مندمجا للتنمية ويعرف باسطنبول وفيه زراعة الحضروات والفواكه وبعض الأشجار المثمرة وفيه تصنع الحلوات وخدماته متكاملة سكان عرفات منحدرون من مناطق شتي من آمشتيل وآوكاروأكان بل ومن ولاية لبراكنة ولعصابة وكان أغلبهم بدوا رحلا ومازالوا هم سادة تلك الفضاآت الرعوية بعد أن بذل المحسنون منهم الغالي والنفيس فكسروا طوق العزلة وأنشأوا الآبار حفرا واستصلاحا وشيدوا عليها تجهيزات تعمل بالطاقة.. عرفات تحتضن حوالي نصف سكان بلدية انتيشط وليست هي عاصمة البلدية والسبب مجهول …عرفات عمقها الرعوي والكثير من سكانها يقع في مناطق أمشتيل وآوكار والحيز المكاني تابع لبلدية علب آدرس وهي مفارقة أخري ترجع إلي التقطيع الإداري غير الموضوعي.. في عرفات رواحل نادرة حملوا الضعفاء والمحتاجين علي ظهورهم وكان لي الشرف أن تلتقطني عدسة وأنا إلي جانب عمدة القرية والممرض المضحي من أجلها وكذالك بعض المحسنين ..
الصحفي :محمد عبد الرحمن