في حدث فلكي نادر يمكن مشاهدته من الوطن العربي، سوف يعبر كوكب عطارد أمام قرص الشمس يوم الإثنين 9 مايو، اعلن ذلك محمد شوكت عودة مدير مركز الفلك الدولي الذي بين أن هذه الظاهرة تسمى فلكيا بالعبور، مضيفا أنه في حين أنه لا يمكن مشاهدة هذه الظاهرة بالعين المجردة إلا أنه يمكن مشاهدتها بالتلسكوبات الصغيرة، ولكن من الضروري جدا استخدام مرشح شمسي خاص، لأن النظر مباشرة نحو الشمس قد يؤدى لفقدان النظر الدائم. وفي تفاصيل العبور أوضح المهندس عودة أن العبور سوف يبدأ بمشيئة الله تعالى عند الساعة 11:12 صباحا بتوقيت غرينتش، وسيصل إلى الذروة الساعة 02:58 عصرا بتوقيت غرينتش، وسينتهي الساعة 06:42 مساء بتوقيت غرينتش. لتكون مدة العبور سبع ساعات ونصف. ولأن كوكب عطارد عبارة عن قرص وليس نقطة، فإن قرص كوكب عطارد يحتاج إلى 11 ثانية ليدخل أو يخرج من الشمس كاملا.
واضاف عودة أن العبور لا يحدث إلا لكوكبي الزهرة وعطارد فقط ، ويحدث العبور عندما يمر الكوكب بين الأرض والشمس ويكون على نفس مستوى دوران الأرض حول الشمس، وعندها يبدو الكوكب كقرص أسود صغير أمام قرص الشمس، وفي حين أنه يمكن رؤية عبور كوكب الزهرة بالعين المجردة ، فإن عبور كوكب عطارد لا يمكن رؤيته إلا باستخدام الأجهزة الفلكية. ولذلك ينصح الراغبون برؤية الحدث بالمشاركة في إحدى الأرصاد العامة التي تقيمها الجمعيات الفلكية للجمهور في الأماكن العامة.
وبشكل تقريبي يبدأ العبور وينتهي في نفس الوقت، ففروق التوقيت في هذا الحدث بين الدول العربية لا تتجاوز الدقيقتين. وستكون مسقط وأبو ظبي من أوائل العواصم العربية التي ستشهد الحدث، حيث سيبدأ العبور في مسقط في الساعة الحادية عشرة وإحدى عشرة دقيقة بتوقيت غرينتش، في حين أنه سيبدأ في أبو ظبي في الساعة الحادية عشرة وإحدى عشرة دقيقة وست ثواني بتوقيت غرينتش. وسيبدأ في الرياض في الساعة الحادية عشرة وإحدى عشرة دقيقة وسبع عشرة ثانية بتوقيت غرينتش. وستكون نواكشوط عاصمة موريتانيا آخر عاصمة عربية يبدأ فيها العبور، حيث سيبدأ فيها العبور في الساعة الحادية عشرة وثلاث عشرة دقيقة وثلاث ثواني بتوقيت غرينتش.
وستكون موريتانيا والمغرب وغرب الجزائر الدول العربية الوحيدة التي يمكنها مشاهدة العبور كاملا، حيث ستغيب الشمس في باقي الدول العربية قبل انتهاء العبور، بل ستغيب الشمس في معظم سلطنة عمان والإمارات قبل وصول العبور إلى ذروته، حيث ستغيب الشمس هناك قبل دقائق من ذروة العبور، وعليه فإن الدول العربية الواقعة في الغرب هي الأفضل لرصد هذه الظاهرة الفلكية النادرة.