أخبار عاجلة

وباء يحول نعيم أنغولا إلى جحيم

18 مارس,2016 - 08:59

الصفراء   تعيش العاصمة الأنغولية لواندا منذ ديسمبر الماضي على وقع انتشار غير مسبوق لوباء الحمى الصفراء، رغم غياب إحصائيات رسمية دقيقة لعدد الوفيات التي خلفتها الحمى القاتلة، فيما يتكدس المصابون بها في مستشفيات المدينة التي يقارب عدد سكانها الخمسة ملايين نسمة.
أنغولا ذلك البلد النفطي الذي يقع جنوب غربي القارة السمراء، والذي يعد قبلة للباحثين عن الثراء السريع، أصبح اليوم واحداً من المحطات التي يتفاداها المسافرون بسبب الحمى الصفراء القاتلة.
بعد مرور أكثر من شهر على ظهور الحالات الأولى من الحمى، أبلغت السلطات الصحية في أنغولا منظمة الصحة العالمية باندلاع إحدى فاشيات الحمى الصفراء في البلد، لتشير التقديرات مطلع شهر فبراير الماضي إلى وجود 164 حالة مشتبه فيها و37 وفاة، أغلبها في العاصمة لواندا.
السلطات الأنغولية أعلنت توفير اللقاح المضاد للحمى الصفراء في مختلف المراكز الصحية، ولكنها في نفس الوقت عملت على رفع جاهزيتها في المستشفيات، حيث دعا حاكم العاصمة لواندا عمال قطاع الصحة إلى التحلي بالمسؤولية لمواجهة الوضع الصعب الذي تعيشه المدينة.
وقال الحاكم في تصريحات صحفية إن “بعض عمال قطاع الصحة يتعاملون مع الوضع بقدر كبير من انعدام المسؤولية”، مشيراً إلى أنه زار بعض المستشفيات التي يتكدس فيها عشرات المصابين بالحمى الصفراء، في ظل غياب الطبيب المسؤول.
وحذر الحاكم من تفاقم الوضع الذي تشير التقديرات إلى أنه سيكون أكثر صعوبة في الأيام المقبلة، حيث يتزايد أعداد المصابين بهذه الحمى خاصة في أوساط الأطفال والرضع.
من جهة أخرى توجد في أنغولا جالية موريتانية معتبرة، تعد من أنشط الجاليات الموريتانية في الخارج، ولكن منذ أن ظهرت هذه الحمى شهر ديسمبر من العام الماضي، حتى انتشرت حالة من الذعر في أوساط الجالية، خاصة لدى المقيمين في لواندا.
وبحسب ما أكدته مصادر من الجالية فإن هذه الحمى أودت حتى الآن بحياة شابين موريتانيين، أحدهما كان في العاصمة لواندا، بينما كان الثاني يقيم خارج العاصمة.
ووجهت الجالية نداءً إلى جميع أفرادها بضرورة أخذ اللقاح المضاد للحمى الصفراء الذي أعلنت السلطات الأنغولية عبر الإعلام الرسمي توفره في جميع مستشفيات البلاد ودعت الجميع إلى أخذه.
لم تكن الجالية الموريتانية هي الوحيدة المتضررة من وباء الحمى الصفراء، فالجالية اللبنانية في أنغولا فقدت ستة أشخاص في أقل من أسبوع.
وقد أثارت إصابة الجاليات بالحمى الصفراء الكثير من الجدل، خاصة فيما يتعلق باللقاح الذي تفرضه منظمة الصحة العالمية في المطارات على جميع القادمين إلى المناطق الأفريقية التي ينتشر فيها هذا المرض، والتي من ضمنها أنغولا.
وانتقد سياسيون لبنانيون ما قالوا إنه “التقصير والفوضى في الرعاية الصحية في المطارات”، مشيرين إلى أن “لقاح الحمى الصفراء يتم تهريبه وبيعه لصالح الصيدليات”.
وقال نائب في البرلمان اللبناني في تصريح صحفي: “الاهمال لا يزال قائماً بحيث لا يتلقى الكثير من المسافرين إلى أفريقيا اللقاح بل شهادة تلقيح وهمية أحياناً”، وفق تعبيره.
ويعد اللقاح المضاد للحمى الصفراء إلزامياً ويجب أن توفره وزارة الصحة، وهو مفروض من منظمة الصحة العالمية التي تطلب لوائح بأرقام جوازات المسافرين الذين تناولوا هذا اللقاح، علماً أن اللقاح يوفّر المناعة مدى الحياة.
وتعد الحمى الصفراء مرضاً فيروسياً ينتقل بواسطة نوعية من البعوض اسمها (الزاعجة المصرية)، فيدمّر الكثير من أنسجة الجسم خصوصاً الكبد والكليتين، ثم تنخفض كمية البول فيتوقف الكبد عن تأدية وظائفه. كذلك تتجمع أصباغ صفراء في الجلد وتجعل لونه مائلاً إلى الاصفرار، ومن هنا جاء اسم المرض.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الوضع في العاصمة الأنغولية معرض للتفاقم بسبب انتشار البعوض الذي ينقل الفيروس، وتؤكد المنظمة أن مما يزيد الطين بلة ارتفاع نسبة الأفراد المعرضين للإصابة بالمرض، لأن الفئات المحمية منه مقصورة على المواطنين الذين يحملون بطاقات تطعيم دولية، وعلى الأطفال الملقّحين ضد الحمى الصفراء منذ عام 2008.
وقالت المنظمة الدولية إنها تواصل رصد الوضع الوبائي وإجراء تقدير للمخاطر، ولا توصي بفرض أية قيود على السفر أو التجارة في أنغولا بناءً على المعلومات المتاحة حالياً، وفق تقرير نشرته شهر فبراير الماضي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى