بعد الحفل الذي أقمناه مؤخراً لتكريم نجوم الموسم الرياضي في بلادنا، لاحظنا إطلاق الكثير من الشائعات التي حمل بعضها مغالطات لا تخفى على ذي بال، ونظراً لأننا في الاتحادية الموريتانية لكرة القدم قد عوّدنا الجمهور الرياضي الكريم، والرأي العام، على الشفافية معه في كل شيء، فإنني شخصياً أود أن أوضح الأمور التالية؛
أولاً: لقد استحدثنا منذ الموسم الماضي حفلاً سنوياً نقوم من خلاله بتكريم نجوم الموسم الكروي، وذلك تشجيعاً لهم على العطاء من أجل الرقي بكرتنا الوطنية؛ حيث نسعى من وراء هذا الحفل إلى التعريف بالفاعلين الحقيقيين في الحقل الكروي من لاعبين ومدربين وإداريين وحكام، حتى يكونوا هم نجوم المشهد، فيعرفهم الجمهور ويمنحهم ما يستحقون من الثناء والاهتمام والتقدير.
ونعتقد أن هذه السياسة كانت ناجحة؛ حيث لمسنا نتائج ملموسة لمثل هذه الجوائز التحفيزية التي رفعت من مستوى المنافسة في بطولتنا الوطنية، بما انعكس إيجاباً على صورة وسمعة ونتائج الكرة الوطنية بشكل عام.
ولقد سعينا منذ الموسم الماضي إلى أن يخرج هذا الحفل بشكل جميل ومنظم وجذاب، لأن ذلك ما يعطيه النجاح والاهتمام والصيت الذي نبتغي من ورائه، وليس هذا الحفل استثناءً في ذلك، بل إن منهجنا في العمل أن نبذل كل جهد ممكن من أجل إنجاز أحسن وأفضل تنظيم لجميع النشاطات التي ننظمها، لإيماننا بأن ذلك هو ما يخدم الوصول إلى أهدافنا التي جئنا إلى الاتحادية من أجل تحقيقها لكرتنا الوطنية.
ثانياً؛ تحدث البعض عن أرقام مغلوطة، قال إنها هي القيمة المالية التي أنفقت في تنظيم هذه السهرة، وهنا لابد أن نكون شفافين وصريحين مع الرأي العام، لنكشف للجميع أن الاتحادية لم تتكلف من ميزانيتها الخاصة في هذا الحفل سوى أقل من مليوني أوقية، في ما كان تنظيم الحفل نفسه سبباً في جلب بقية التكاليف من طرف الشركاء والرعاة، التي وصلت كلها إلى قيمة إجمالية قدرها 12 مليون أوقية، لتكون الحصيلة الإجمالية للحفل هي 14 مليون أوقية، وهو رقم بعيد مما أشيع، في حين لا زلنا نتوقع أن تدخل إلى خزينة الاتحادية عائدات إعلانية ستغطي المليونين اللذين تكلفتهما الاتحادية في الحفل من ميزانيتها الخاصة، وهذا يعني في المحصلة أن الحفل يعطي قيمته المنشودة منه ويبقى صيته وسمعته ونتائجه بخلق الحافز المطلوب للرياضيين، دون أن يكلف ميزانية الاتحادية شيئاً يذكر.
ثالثاً: ليس صحيحاً أن الضيوف الذين دعوناهم قد كلفونا 6 ملايين أوقية، بل كل تكاليفهم من تذاكر سفر وإقامة لم تصل إلى 2 مليون أوقية ، وجزء منها تولاه شركاؤنا في الفنادق.
ثم إننا لم نقم بتكريم أي من الضيوف، وإنما منحنا لكل واحد منهم قميصاً للمنتخب الوطني، هدية تذكارية، كما جرت العادة أن نفعلها مع كل ضيوفنا، وكما يفعلها الآخرون معنا عندما يستضيفوننا، وهذا تقليد متبع من الجميع.
ونعتقد أن سياسة استدعاء الشخصيات الكبيرة في عالم كرة القدم، لحضور نشاطات من هذا النوع، تساعدنا كثيراً في الوصول إلى أهدافنا بأسرع طريقة ممكنة.
رابعا: في يخص نجم الكرة الوطنية الكبير ابراهيم ولد مالحه، فإننا قد راسلنا هيئة الأركان العامة للحرس ، طلباً للتكفل بتولي تنقله إلى نواكشوط، وذلك من أجل حصوله على التسهيلات اللازمة لذلك، فوافقت هيئة الأركان مشكورة على طلبنا، وعند وصوله، تم استدعاؤه إلى مقر الاتحادية، ومنح تعويضاً مادياً مقابل تنقله وتهيئه للحفل.
ونحن لا نعلم بأنه توجد طائرة للنقل الجوي بين مدينة “مقامة” ونواكشوط، وإلا لكان حصل على تذكرة فيها مكرماً معززاً، لأننا لو لم نكن نقدره كنجم تاريخي لكرتنا الوطنية، لما سعينا إلى تكريمه والاعتراف له بالجميل.
خامسا: هناك صحفي واحد هو الذي يقف خلف إطلاق هذه الشائعات غير الدقيقة، وقد لاحظنا قيامه بذلك منذ انفصال الاتحادية عنه، وقد استغل عمله في قناة محترمة لبث مثل هذه الشائعات من خلال شاشتها.
وهنا نود أن نؤكد أنه لا توجد لدينا أي مشكلة شخصية مع الصحفي المشار إليه، وأن كل ما يتعلق به أنه كان يعمل معنا، كمعلق على المباريات، ضمن خلية الإنتاج التلفزيوني في اتحاديتنا، ومنذ مدة توقفت خدمة التعليق لدينا، نظراً لسياستنا الجديدة التي أصبحت خليتنا بموجبها تنتج الصور فقط، وتمنحها للقنوات لبثها، لذلك لم يعد هناك داعٍ لوجود معلق، ولهذا السبب قررت اللجنة المالية إبلاغ الصحفي المشار إليه بالاستغناء عن خدماته، وبالتالي توقيف راتبه الذي كان يتقاضاه في الاتحادية منذ أربع سنوات.
ومنذ لحظة إبلاغه بهذا القرار بدأ ينشر هذه الشائعات في القناة المذكورة، مدعياً أنه حصل عليها من “مصدر خاص” في الاتحادية، فمثلاً: نشر خبراً عن انسحابنا من كأس العرب للشباب، في حين أن الحقيقة أنه لا توجد أصلاً أي كأس للعرب حالياً، ثم نشر قبيل السهرة الأخيرة بقليل خبراً مفاده أننا قمنا بإقصاء نادي لكصر من كل الجوائز، وأننا ألغينا جائزة أحسن هدّاف حتى لا يحصل عليها اللاعب بيكيلي مهاجم لكصر، وهنا اتصلت شخصياً بالصحفي المذكور لأسأله عن مصدره “الخاص” في الاتحادية الذي عزا له الخبر، وقال إنه يمده بمعلومات، لا علم لنا بها، لكنه أصرّ على هذه المعلومة من مصدره “الخاص” رغم أن الاتحادية نشرت بياناً قبل ذلك باللغتين العربية والفرنسية على صفحتها الرسمية، بقائمة الجوائز ومن ضمنها جائزة أحسن هدّاف.
وآخر حلقات هذا المسلسل كانت إطلاق هذه الشائعة الكاذبة عن الرقم المالي الذي قال الصحفي المذكور إنه اقترب من 30 مليون أوقية، كتكاليف لهذا الحفل، وهو ما ينافي الواقع والحقيقة التي بيّناها لكم بكل وضوح.
أخيراً: نود أن نؤكد للجميع أننا في الاتحادية نحترم كثيراً السادة الإعلاميين المحترمين، ونقدر دورهم الكبير الذي يقومون به، ولدينا قناعة راسخة بأننا لا يمكن أن نحقق شيئاً بدون إعلام مهني نشط، لأننا نستفيد كثيراً من نقدهم وتنويرهم وآرائهم القيمة التي نقدرها كثيراً، سواء اتفقت مع سياستنا أو اختلفت معها.
لكننا في المقابل نود أن يدرك الجميع أن هناك من بين الإعلاميين قلة تُغلِّب للأسف جانب مواقفها وعلاقتها بالاتحادية، على جانب المهنية والصدق والموضوعية المطلوبة في التعاطي مع الأحداث.
أحمد يحي