نفى الصحافي الموريتاني المقيم في فرنسا عبد الله العالي نفيا قاطعا أن يكون قد تقدم “في أي وقت من الأوقات بطلب للسلطات الفرنسية بشأن تمديد إقامته في البلاد كلاجئ سياسي”، مشددا على أنه “لم تكن هناك مطلقا أية حاجة للقيام بخطوة من هذا النوع”.
وفي معرض رده على سؤال لـ”صحراء ميديا” أوضح الإعلامي البارز أن “القوانين المرعية في فرنسا تنص على منح اللاجئ السياسي إقامة دائمة لمدة عشر سنوات تُجدد بشكل تلقائي ولا يمكن بالمطلق للبلد المضيف أن يسحبها بناء على تغير الأوضاع السياسية في البلد الأصلي للاجئ”.
وكان العالي قد وصل إلى فرنسا في سبتمبر/أيلول 2004 قادما من المغرب الذي درس فيه العلوم السياسية والإعلام وعمل في صحافته المستقلة. وقد كانت تحقيقاته الاستقصائية ومقالاته التحليلية ومداخلاته على القنوات الفضائية آنذاك بشأن الأوضاع السياسية المضطربة في موريتانيا مصدر إزعاج لنظام الرئيس السابق معاوية ولد الطائع.
وبشأن ملابسات مغادرته للمغرب، كشف الإعلامي الموريتاني لـ”صحراء ميديا” أثناء مكالمة هاتفية أنه كان “مضطرا للتوجه إلى فرنسا إثر حملة شرسة قام بها ضدي ـ لدى سلطات الرباط ولدى إدارة الأسبوعية التي كنت أعمل بها ـ دبلوماسيون موريتانيون ورجال أعمال مقربون من النظام”، منوها إلى أن “السفارة الفرنسية منحتني تأشيرة دخول بسرعة وعملية خروجي من المغرب كانت منسقة من ألفها إلى يائها مع منظمة مراسلون بلا حدود التي استقبلتني بحفاوة في باريس”.
وأضاف أن ممثلي أحزاب ومنظمات المعارضة الموريتانية بالمنفى انتخبوه بالإجماع، بعد أسابيع من وصوله لفرنسا، ضمن فريق من أربع شخصيات عُهد إليها بتنسيق عمل وتحركات المُعارضة في الخارج، موضحا أن المعارضين الثلاثة الآخرين هم: الأستاذ مامادو بوكار با والدكتور محمد بدي أبنو والدكتور حمدو ربي سي.
وقد حصل عبد الله العالي، على غرار رفاقه الثلاثة المذكورين، على اللجوء السياسي في فرنسا إلا أنه سُرعان ما تفرغ لعمله الصحفي بعد سقوط نظام ولد الطايع في صيف 2005؛ فقبل نهاية تلك السنة، وقع عقد عمل مع المجلة الفرنسية الشهيرة “جون أفريك” ثم عمل في قناة “يورونيوز” الدولية ومراسلا لموقع الجزيرة نت وللقسم العربي بالإذاعة الألمانية في باريس.
وقد التحق عبد الله العالي بقناة “فرانس24” في سبتمبر 2009 كمحرر للشؤون الدولية ومقدم للبرامج الحوارية؛ وقد لمع نجمه أثناء تغطية القناة لأحداث الربيع العربي. وتحظى تحليلاته التي تتسم بالعُمق والموضوعية ووضوح الرؤية وسلاسة الأسلوب بإعجاب متابعي القناة الفرنسية في مختلف أنحاء العالم.
وينحدر الإعلامي الموريتاني من مدينة بوتلميت وينتمي لآل عالي بن عبدي الأبياري وهي أسرة من أعرق العائلات القيادية بتلك المقاطعة . وقد أفرد المؤرخ والنسابة الشيخ محمد صالح بن عبد الوهاب الناصري (متوفى عام 1854) في كتابه “الحسوة البيسانية في الأنساب الحسانية” تعريفا لجده عالي بن عبدي مشيدا بمناقبه ومكانته السامقة في قبيلته.
ومن المعلوم على نطاق واسع في منطقتي لبراكنة والترارزة أن الشيخ سيدي الكبير اختار، حينما رجع لأهله من رحلته العلمية الطويلة أن يصاهر هذه الأسرة، فقد تزوج من السيدة النبيلة امامه بنت عالي بن عبدي، والدة الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي و جدة آل الشيخ سيدي قاطبة.
كما أن عبد الله العالي حفيد بالخؤولة للقُطب الصوفي والعالم الكبير الشيخ المصطف بن العربي الأبياري وللعلامة الشهير حُرمه بن عبد الجليل العلوي.
وقد حصل عبد الله العالي على الجنسية الفرنسية منذ ست سنوات إلا أنه لم يتخل عن هويته الموريتانية. إذ استصدر، مع عشرات من الكفاءات الموريتانية المقيمة في الخارج ، مرسوما رئاسيا ـ نُشر في العدد 1310 من الجريدة الرسمية للجمهورية الإسلامية الموريتانية الصادر بتاريخ 30 ابريل 2014 ـ يُجيز له الاحتفاظ بجنسيته الأصلية.