ارتدى مشعر منى لون البياض، إذ انتشرت الخيم في كل أرجاء الوادي الضيق الذي سيصعد إليه ملايين الحجاج اليوم (الخميس) ليقضوا يوم التروية، لأن الحجاج كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة المكرمة، ويخرجون به إلى مشعر منى. وفيما بلغ عدد الحجاج حتى منتصف نهار أمس (الأربعاء) 1.38 مليون حاج، قال مستشار وزارة الحج الدكتور حاتم قاضي إن 20 في المئة من الحجاج سيتغيبون عن المبيت في منى يوم التروية (اليوم)، ليصعدوا إلى عرفات مباشرة غداً (الجمعة)، باعتبار أن الحج عرفة. وأكد وزير الصحة السعودي المكلف عادل فقيه أمس عدم تسجيل أي حالات معدية وسط الحجاج، بما في ذلك فايروس «كورونا». وبدا واضحاً أمس أن السلطات السعودية المعنية بالحج تكرس اهتمامها لسلامة الحجاج من الحوادث. وقال مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد سلمان الجمعي إنه تم تطبيق الخطط اللازمة لخروج سلس للحجاج اليوم من جميع المحاور إلى مشعر منى.
وأكد المسؤولون السعوديون أمس أن قيادة قوات أمن الحج جنّدت جميع الطاقات البشرية والآلية لتنفيذ خطة التصعيد إلى منى. وأشار قائد الدفاع المدني في مشعر منى العميد الدكتور علي العتيبي إلى اكتمال جهود الإطفاء والإنقاذ والحماية المدنية. وشدد على الحرص على توفير أعلى درجات السلامة والوقاية من المخاطر طوال فترة وجود الحجاج في منى
وأعلن رئيس القطاع الغربي في الشركة السعودية للكهرباء المهندس عبدالمعين الشيخ أمس تخصيص 1233 مهندساً وفنياً لتنفيذ خطة حج هذا العام. وكشف وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة الدكتور عيسى رواس عن توظيف 1500 مراقب لمتابعة تفويج الحجاج لجسر الجمرات.
من جهتها قالت وزارة الشؤون البلدية والقروية إنها تهدف هذا العام لنقل 360 ألف حاج بين مشاعر منى ومزدلفة وعرفات ومنشأة الجمرات، تحت إشراف 1600 شاب وفتاة. وأعلن الأمن العام السعودي أنه أعاد 145 ألف حاج لا يحملون تصاريح حج، وتم حجز وإعادة 51 ألف مركبة غير مصرح لها بدخول المشاعر المقدسة.
وأشار مكتب «الزمازمة» الموحد لسقيا ماء زمزم إلى أنه وزع منذ بدء موسم الحج حتى أمس أكثر من 13 مليون لتر من ماء زمزم. كما وزع على مساكن الحجاج قبل طلوعهم للمشاعر المقدسة أكثر من 600 ألف عبوة سعة 20 لتراً.
يشارإلي أن مشعر منى يقع بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، على بعد سبعة كيلومترات شمال شرقي المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو واد تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكن إلا مدة الحج، ويحده من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر. ويقول المؤرخون إن تسمية منى أتت لما يراق فيها من الدماء المشروعة في الحج، وقيل لتمني آدم فيها الجنة، ورأى آخرون أنها لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس منى. وبمنى رمى إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدية لابنه إسماعيل عليه السلام