تصاعدت «فتنة» نقل قبر الرسول من المسجد النبوى، أمس الثلاثاء، بشكل لافت، ففى الوقت الذى اعتبر فيه علماء الأزهر الشريف أن هذا الأمر مؤامرة غربية «خبيثة»، قالت سفارة السعودية فى مصر: إنها لم تتلق ردا رسميا من الرياض حول ما نشرته جريدة «الإندبندنت» البريطانية، التى قالت فى تقرير لها أمس: إن هناك دراسة لأكاديمى سعودى، أوصت بنقل «رفات» الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، إلى مكان مجهول، مشيرة إلى أن هذه المقترحات المثيرة للجدل هى جزء من وثيقة تشاور قدمها الأكاديمى السعودى، وتم تداولها بين المشرفين على المسجد النبوى فى المدينة المنورة، على حد قول الجريدة. وقالت إندبندنت: عن عرفان العلوى مدير مؤسسة أبحاث التراث الإسلامى بالسعودية: إن المسجد النبوى يمثل أهمية كبرى للمسلمين سنة وشيعة، ووثيقة التشاور التى أعدها الأكاديمى السعودى على بن عبد العزيز الشبال، من جامعة محمد بن سعود الإسلامية فى الرياض، تم تداولها بين لجنة رئاسة الحرمين، وتدعو الدراسة التى نشرت أجزاء منها فى جريدة رئاسة الحرمين إلى إزالة القبة الخضراء الموجودة فوق قبر النبى. وزعمت الجريدة، فى أن هذه الفكرة المتضمنة نقل القبر النبوى بسبب مخاوف من قبل بعض رجال الدين بأن يتحول الموقع فيما بعد إلى مكان لعبادة الأصنام، بحسب ما جاء فى التقرير. وردا على تلك الدراسة قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، فيما يتعلق بأجساد الأنبياء والرسل عليهم السلام، فإن أجسادهم طاهرة شريفة ومعلوم أنهم يدفنون حيث قبضوا، والدليل على ذلك أن النبى محمد صل الله عليه وسلم لما توفى وبعد تغسيله وتكفينه قال أبو بكر رضى الله عنه وأرضاه: إنى سمعت النبى صل الله عليه وسلم يقول إن الأنبياء يدفنون حيث ماتوا، لذلك دفن رسول الله فى حجرة السيدة عائشة رضى الله عنها، وهى الحجرة التى كان يمرض فيها بعد استئذانه لأزواجه الأخريات، فهذا نص واضح وأعلى درجات الإجماع من سادتنا الصحابة رضى الله عنهم، وأى كلام بخلاف هذا مخالف للنص وخروج على الإجماع ويراد به بث الفتنة بين المسلمين. ووصف الدكتور مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين فرع أسيوط، ما يثار حول نقل جسد المصطفى صل الله عليه وسلم من مكانه الشريف إلى مكان آخر، بأنها دعوة يجب ألا يسمع لقائلها أو مناقشتها، فنحن علمنا من السنة المشرفة أن الأنبياء يدفنون حيث يموتون، وبهذا الحديث استدل الصحابة الكرام على دفن المصطفى صل الله عليه وسلم فى هذه الحجرة الشريفة، ونحن علمنا أيضا من قول النبى صلى الله عليه وسلم ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة، والمقصود بالبيت الحجرة المكرمة التى دفن بها النبى وهى حجرة عائشة، مضيفا: لكل ذلك ولغيره، نقول للمسلمين حكام ومحكومين إياكم أن تسمحوا لأى أحد كان أن يقترب من الحجرة الشريفة فيؤدى إلى مفسدة عظيمة لا يعلم مداها إلا الله، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، فيما أكد الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، أن تلك الدعوة تريد أن تفتح باب الفتن على السعودية كلها والعالم الإسلامى.