يجري في الوقت الحالي تنفيذ مشروع تحويل المسار التاريخي لطريق الأمل، الذي يشق بتلميت، لتجنيبه لها .. ووفق ما ينفذ حاليا، سيُحول مسار طريق الأمل من المدخل الشمالي
للمدينة ليتجه يسارا، ويعبر “علب لحواش” بين المدينة ومقبرة البعلاتية، ويمر شمال قرية زمزم، ثم يتدلى على قرية الربيع، ليرتبط منها بالمسار الحالي للطريق باتجاه مدينة ألاك ..
منظروا المشروع ـ وهم من أبناء المدينة ـ ومؤيدوهم، يبررون (علنا) تحويل مسار الطريق بمبررين:
1/ تجنيب العابرين زحمة وسط المدينة،
2/ تجنيب المدينة وسكانها خطر السيارات العابرة، وخاصة الشاحنات..
بيد أن الأمر يطرح إشكالات:
ـ زحمة المرور من مميزات كل المدن، وتعيش معها نواكشوط وضعا لا يطاق، اليوم ـ مثلا ـ قضيت من الوقت بين مدخل المدينة والمنزل في الجزء الأدنى من لكصر، أكثر مما قضيت بين بتلميت ومدخل المدينة، وفي كل المدن التي يعبرها طريق الأمل تتزاحم المحلات، والباعة والمتجولون، (ألاك ـ مقطع لحجار ـ كيفه ـ تمدغه …) فلما ذا العناية بتجنيب العابرين لطريق الأمل زحمة المرور في بتلميت وحدها؟!!، مع أن الزحمة فيها ليست من أشد الزحمات ..
ـ لماذا تُجَنَّبُ بتلميت وسكانها الذين ألفوا السيارات منذ عقود شر السيارات والشاحنات، ويحول هذا الضرر إلى قرية الربيع الطيبة الهادئة الوديعة؟؟..
ـ من يضمن أن الأراضي الجديدة التي سيحييها المسار المحول لطريق الأمل ستظل بورا، بدون منازل أو أسواق، وخالية من السكان، لضمان انسيابية المرور، و ابعاد خطر السيارات عن البشر؟؟!!، وقد بدأ العامة في احتلالها (بالكزرة) والله أعلم بمن ملكها من الخاصة بالوثائق ..
ـ ألا يدل تحويل المباني الإدارية للمقاطعة من وسط المدينة الحالي، وإبعادها عن المواطنين بثلاث كلمترات، إلى مكان يمر منه مسار الطريق الجديد، على وجود نية لتحويل مركز المدينة الحالي إلى مكان يضمن وجود مركز تجاري استراتيجي جديد، يستقطب سكانا، ومستثمرين جددا، ما يؤذن بزحمة مرور أخرى، وخطر عليهم من السيارات والشاحنات؟!!..
أرجو أن لا يكون وراء نقل مركز المدينة، وتحويل المسار التاريخي لطريق الأمل، لعزل المركز الحالي مجرد السعي لخلق مناطق استراتيجية جديدة، من أجل أن يمتلك من فاتهم التملك في مركز المدينة الحالي عقارات لاستغلالها، وإحياء مناطق بقتل أخرى …