أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) أمس الأحد، “قيام الخلافة الإسلامية”، وبايع زعيمه عبدالله ابراهيم الملقب بأبو بكر البغدادي “خليفة للمسلمين”.
وكان البغدادي تحول الى ظاهرة مع اعلان قيام التنظيم في العراق، بعد انشقاقه عن تنظيم “القاعدة” وزعيمه ايمن الظواهري.
ووصفتْه “لوموند” الفرنسية بـ “الأسطورة” التي تتردّد أصداؤها في “الدوائر الجهادية” من إندونيسيا إلى موريتانيا، مروراً بالضواحي الأوروبية.
ويَنسب البغدادي نفسَه إلى الخليفة أبي بكر وإلى العاصمة العراقية بغداد التي يرغب في إقامة مثلّث بين الأنبار وصلاح الدين وديالى (تكون نينوى عمقَه الاستراتيجي) لتطويقها وضمّها إلى “دولته الإسلامية في العراق والشام”، ومعه عشرات الآلاف من “الجهاديين” العراقيين.
وترجع أصول البغدادي إلى منطقة ديالى شرق العراق. هو أحد أفراد عائلة تنتمي إلى عشيرة السامرائي. تابع تحصيله العلميّ في “الجامعة الإسلامية” في بغداد.
لم يحملِ السلاح قبل الاجتياح الأميركي للعراق العامَ 2003. انضمّ إلى “القاعدة” تحت إمرة أسامة بن لادن، في الفترة التي ساد فيها التدخّل الأميركي في الداخل العراقي بعد ازاحة الرئيس العراقي السابق صدّام حسين.
عُـرف عنه في سجله العسكريّ، أنه مقاتل شرِس لا يرحم. وكان تتلمذ على يدَي الاردني “أبو مصعب الزرقاويّ”.
وفي العام 2010، نظّم البغداديّ 60 انفجاراً في يوم واحد، ذهب ضحيّتَها 110 أشخاص. وكان ذلك بعد تولّيه قيادة “الدولة الإسلامية في العراق”، التنظيم “الجهاديّ” الذي رأى النور مِن رَحِمِ منظّمة “القاعدة في بلاد ما بين النهرين” التي كان يرأسها “الزرقاويّ” قبل مقتلِه.
ثم كان لانسحاب القوات الأميركية من العراق في العام 2011، وللأداء السياسي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأثرُ الواضح في تمتين قبضة “البغداديّ” في نواحٍ عدّة من العراق.
ومع اندلاع الحراك المعارض في سورية العامَ 2011، برزت تدريجيّاً طفرة في الجماعات الإسلامية المتطرفة، ومن بين هذه الجماعات، تجنب تنظيم “داعش” محاربة الجيش السوري، إذ كان هدفه السيطرة على أراضٍ سورية متّصلة تكون جسرَه إلى العراق، منها الرقّة ومناطق نفطيّة سوريّة عدّة.
واستمرّ نشاط “داعش” الميداني منذ 2011 وحتى اليوم، بوتيرة وتدبير أتاحا له السيطرة على أراضٍ قريبة من تخوم العاصمة العراقية بغداد إلى ضاحية دمشق، ومن الحدود الأردنية إلى الحدود التركية.
وصار البغداديّ اليوم ممسكاً بزمام أمور الفلوجة وجزء من الرمادي، في العراق، ومحافظتَي دير الزور والرقّة في سورية. كما ينشط في اللاذقية وحلب وإدلب وحماة. ولا يزال يستقطب “جهاديّين” من حول العالَم، يقصدونه عازفينَ عن “جبهة النصرة” التي أعلن حلّ شراكته معها في مارس 2013.
والبغدادي “جهاديّ” خفيّ ابتعد عن عدسات الكاميرا والمنابر العلنية. لا يشبه في ذلك بن لادن او الظواهري اللذين اشتهِرا بأشرطتهما المسجّلة يبعثان بها إلى الإعلام.