لقد أصبح الحزب الحاكم “يلمح” بما هو أوضح من الصريح على بخل “الأخ القائد محمد ولد عبد العزيز” حين يعلن فرحته العارمة بفوزه “رغم القوة المادية الهائلة للمنتدى” !؟ إذا كانت حساباتكم لإنجازات “زعيمكم التاريخي العظيم” مثل حكمكم على المنتدى بـ”القوة المادية الهائلة” ، فلا بد أننا نحن من نظلمكم حقا..
لكن هذا أيضا لم يكن يوما منطقكم في الحياة : ما نستطيع نحن فهمه ـ و يعرفها ولد عبد العزيز جيدا ـ أنكم لو رأيتم “قوة مادية هائلة لدى المنتدى” أو لدى إبليس لما تأخرتم عشر دقائق عن الالتحاق بركبه: من كان إزيد بيه مسؤول مشتريات سمك جامعته (الذي ظل ربيانه عقدا من الزمن، يتحول في مطعم الجامعة إلى بيض مسلوق) لا يرمي المنتدى بحجارة “القوة المادية الهائلة” إلا إذا كان يريد تحطيم زجاج خجل ولد عبد العزيز المرضي.. أنتم ” فـُلـَّـة” حقيقية من المرتزقة المحترفين. و إذا كان لولد عبد العزيز فضل واحد في الوجود فهو لا شك ، احتقاره لكم و ازدراؤه بكم حين يجعلكم حزبه الذي لا يسأل عنه إذا غاب و لا يستشار إذا حضر، تماما مثل القائد العام لأركان جيوشه الذي يتلقى الأوامر من نقباء “بازيب” .. و ثمة الآن نكتة لا أريدها أن تفوتكم : لقد حصل ولد الغزواني على التمثيل ألحصري لاستيراد الدجاج و لا شك أن هذا هو التعيين الوحيد الموفق الذي أحرزه ولد عبد العزيز خلال السنوات الخمسة من مأموريته المشئومة الماضية.. هذا هو مكان قيادة جنرال الباكوتي المناسب .. لقد حولتنا دولة محسن ولد الحاج و ولد عبد العزيز إلى أضحوكة حقيقية.. إلى نكتة سخيفة يتندر بها الجميع .. و من دولة مجهولة (في عالم الجريمة على الأقل) إلى فـُـلـَّــةمن المجرمين” يصحو العالم كل يوم على أجراس اتهام رأس هرم سلطتها بغسيل الأموال و رعاية المخدرات و نهب الممتلكات العمومية..
و يعرف أصحاب ولد عبد العزيز جيدا أنه لو كانت للمنتدى وسائل مادية هائلة لحاورها ولد عبد العزيز و ساومها و رأينا صناديق كومبا با محمولة إلى زعيم المعارضة و رئيس المنتدى؛ فالمعارضة ليست أسوأ سمعة من العميل المالي عمر حامد و لا تاجر ماء زمزم، العراقي عثمان علوي ؛ و لو كان المنتدى يملك بيت رملة لما تجاوزه قائد الأمة إلى قصور مراكش و أبراج دبي غالية الثمن .. إن المنتدى يشفق عليكم و على ولد عبد العزيز لأنكم ضحايا ثقافة مهزوزة المنطق ، مبتورة من عمقها، مهججة الأخلاق، مصفحة الخجل، منزوعة السلاح و الأخلاق و المجد و الكرامة .. يشفق على ضعف أنفسكم، و استعدادكم المخجل لتأليه الأشخاص الناتج عن خلل في التربية و نقص في التعليم ، و سقوط خطابكم إلى حضيض المباشرة في التزلف المقزز : إذا كنتم تقولون إن ولد عبد العزيز عمل كل شيء فما هو دوركم أنتم و ما حاجته إليكم ؟؟ ما هو برنامج ولد عبد العزيز الذي تطبلون له ؟ أين تحدث عنه؟ متى قدمه مكتوبا؟ كيف تطلعتم على تفاصيل برنامج “ترك العلامة له علامة”؟ أنتم تعبثون بمأساة شعب و مصير أمة و عليكم أن تدركوا جيدا أنه لا توجد عقوبة في الوجود يمكن أن تطهركم من آثام أياديكم الوسخة و حقارة نفوسكم الساقطة و سفالة أسبابكم المخجلة.. لقد نجحت المعارضة في كل ما خططت له و جعلت ولد عبد العزيز يمر بالضبط من حيث أرادت؛ ـ فهم ولد عبد العزيز أن الشعب الموريتاني ليس معه ـ فهم المنافقون أن ولد عبد العزيز أسوأ عنوان يتجهون إليه .. ـ فهم الشباب الموريتاني أن من يقوده مهرج سيرك حقيقي و أنه لا يمثل في برنامج ولد عبد العزيز (غير الموجود أصلا) ، أكثر من لافتة دعائية سخيفة.
ـ فهم رجال الأعمال و التجار و أصحاب المصالح أن ولد عبد العزيز يأخذ و لا يعطي .. فهموا جميعا أن العلاقة مع رئيس و منافس تجاري لا يمكن أن تتأسس على الود ..
ـ فهم الفقراء الذين كان ولد عبد العزيز يلوح لهم بذراع يحمل ساعة خمس ملايين ، لماذا تم إفقارهم و إذلالهم و احتقارهم ..
ـ فهم حتى من لا يهتمون بأي شيء في هذا البلد و لا يعنيهم ما يفعله ولد عبد العزيز أن النظام إذا فسد لا بد أن يتضرر كل شيء في البلد..
و على المستوى الدولي ، لا بد أنكم لاحظتم أن ولد عبد العزيز لم يتلق أي تهنئة حتى الآن من أي رئيس و لا زعيم عالمي.
هذا هو ما كانت تتطلبه المرحلة و قد تم بإتقان محكم و تأكدوا أن ما بعده سيتم بذكاء أكبر و تفوق عقلي أوضح..
لقد تمت محاصرة ولد عبد العزيز بالعقل و يدرك الآن هو وجماعته (و يخطئ من يعتقد أنها إزيد بيه و الغزواني و الحسين ولد أحمد الهادي و ولد محم و بقية مجموعة الدودة الزائدة، بل هي فـُـلـَّــة حصرية من أقاربه في حدود الخمس أشخاص) ، أن مصيرهم أصبح في خطر حقيقي و أن عليهم ـ إذا لم يجدوا حلا عاجلا ـ أن يبدؤوا بتهريب ممتلكاتهم إلى الخارج كما فعلوا بعد فضيحة شقة لكصر التي حولوها بطوفان من الأكاذيب إلى بطولة “أطويلة” السخيفة ..
و سيكون على المعارضة الآن أن تطور أداءها و تسخر جهودها لمتطلبات المرحلة القادمة: ـ تشكيل جهاز إعلامي متطور قادر على فضح كل جرائم النظام ..
ـ الضرب باستمرار على نقاط ضعف النظام : التهريب، غسيل الأموال، نهب المال العام، الرشوة ، الزبونية ، صفقات التراضي، تعيين أشخاص بلا مؤهلات في الوظائف السامية على اعتبارات القرابة و المحسوبية، متابعة أنشطة تكيبر و مجموعتها و صرف جوازات السفر الدبلوماسية لهم لتسهيل مهامهم التجارية، محاصرة التحويلات المالية التي تم إعدام (SGS) لمحو آثارها، متابعة الخطط المحكمة للالتفاف على عقولنا : فحين تحولت أنظار قائد الأمة و فاتح إذاعة القرآن و رئيس الفقراء إلى دبي، قام بفتح سفارة لبلدنا العظيم في الكونغو و اختار لها جوهرة الدبلوماسية الموريتانية و ماسة “الفكر الجديد” ليفهمنا أن خريطة فتوحاته العظيمة لا تقف عند حد .. فانتظروا فضائح الدبلوماسية الموريتانية في الكونغو في المراحل القادم..
الحياة عند ولد عبد العزيز مبنية على سر واحد هو الإجرام و أسوأ ما في الفضائح عنده ليس انكشافها و إنما عدم بلوغ أهدافها و ما ينتحر بسببه إنسان عادي لا تلفت حياته انتباه أي أحد، يتقبله ولد عبد العزيز بروح رياضية و عقل ديمقراطي دونما إحراج مثل تسجيلات آكرا، و بيت رملة و صناديق كومبا با و اعترافات مامير .
و وحدهم أقاربه الذين عايشوه منذ الطفولة هم من يفهمونه جيدا و يعرفون كيف يتمظهرون أمامه بالإفلاس لكي يتقون شره.. يقول لك أقاربه إنه مثل “المعيان”، عليك أن تخفي كل ما عندك حين يمر بك، كي لا يصيبه.. هذه الحقيقة هي ما جعلته الآن يتحين الفرص للانقضاض على انجاغا جينغ بعد إحالته إلى التقاعد بجبل من الثروة المنهوبة من شقاء هذا الشعب المستباح و سيلاحقه حتما حتى يوقع به مكيدة.. لم يكن ولد عبد العزيز يحتاج لأي أحد من جوقة النفاق السخيفة التي ترافقه في كل مكان، للفوز في هذه الانتخابات الشاذة في سلوكها، المنحرفة في شكلها ، المخجلة في مضمونها .. إن التزوير و لوائح امربيه و اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات و المجلس الدستوري هم حزب ولد عبد العزيز الوحيد .. و هم الجناح الوحيد الذي يطمئن لوفائه و طاعته و فعالية مشاركته و كل الآخرين ديكورا رخيصا من اشويدحيات إزيد بيه إلى قبعة الغزواني..
ـ أنتم فـُـلـَّــة حقيقية من الأغبياء ، سيتم استغلالكم و إنهاككم واحدا واحدا من دون أن يفهم أي منكم كيف تحول من أشعب إلى هبة بيد ولد عبد العزيز يستنزف مالها و وقتها ، في رجاء لفتة منه لن تحدث أبدا.. لقد فهم الجميع ولد عبد العزيز اليوم و أدرك الشباب بصفة خاصة أنه مجرد عابث مراوغ بلا عهد و لا ذمة ، لكن من كان طبعه الطمع يصعب إقناعه بالاستثمار في معارضة ، تنبني فلسفتها على التضحيات : هذه بديهية لا نحتاج إلى شرحها و لا تحتاجون إلى تأكيدها وهنا فقط ، لا يمكننا أن نختلف على الأقل. نحن لا نطلب من إزيد بيه و لا ولد محم و لا لمرابط سيدي محمود و لا الحسين ولد الهادي أن يتغيروا و إنما نطلب من الشعب أن يتذكر ما كانوا يقولون لمعاوية و ولد هيدالة و ما سيقولون لمن يخلف ولد عبد العزيز إذا حكم عليه بالإعدام ؛ فكيف تستمر هذه الجماعة المكشوفة ، الحقيرة في احتلال حلبة التمثيل ؟
ـ هل هي دليل على تغيير الطبقة السياسية ؟
ـ هل هي دليل على محاربة الفساد؟
ـ هل هي دليل على انحياز ولد عبد العزيز للفقراء؟
ـ هل هي دليل على اعتماده على الشباب؟ إذا كان في هذه الأسئلة ما ترونه غير وارد ، إذا كان فيها ما ترونه ليس من حقنا، أشيروا علينا به لأننا بالفعل نريد أن نفهم كيف يقول لكم ولد عبد العزيز شيئا و يفعل عكسه تماما و تحاول هذه الجوقة المأجورة أن تقنعكم بأن أيا من هذا لم يحصل و بأنهم هم الدليل على ذلك؟ و من يتمعن في هذه الانتخابات ، يجد أنها تمت على المقاس بدقة متناهية و بما يعكس غباء كل من شاركوا فيها :
ـ تم قتل بيرام بهذه النتيجة التي يعتبرها اليوم انتصارا تاريخيا: مات سياسيا و حقوقيا : جهات حقوق الإنسان لن يعطوه فلسا بعد اليوم لأنه أصبح سياسيا و هو فاشل فيها و أهل السياسة لن يعطوه فلسا بعد اليوم لأن تبديدها على مشروعه الحقوقي هو بالنسبة لهم سبب فشله السياسي؛ و ما لا يعرفه برام هو أن الغربيين لا يتحدثون أبدا مع مترشح لم يحرز 10% ..
و حتى لو تعاملوا معه من هذا المنطلق فسيتعاملون معه كمن يمثل 9% من الشعب الموريتاني بفارق 73% مع مرشح البيضان (كما يسميه) و هو رقم يقتل ما يدعيه : فقد كان بيرام يقول إن العبيد يمثلون 80% من الشعب الموريتاني و يناصرون جميعا مشروعه الحقوقي الثوري .. و الطريقة الوحيدة التي يمكن لبرام أن يعالج بها وضعه اليوم ، ليست على مستواه العقلي و لا يملك شجاعتها..
ـ يمثل بيجل بقايا فلول ولد الطائع و هي قوة انتهازية ، متمرسة سياسيا يخاف ولد عبد العزيز من تجدد الأمل لديها و عودتها إلى الساحة لا سيما أنها قوة مرتزقة يعتبرها مصدر اصطياده الأوحد، فضربها بهذه النسبة المخجلة : إذا رفضها بيجل اليوم يخسر علاقته بولد عبد العزيز و إذا قبلها يستغني الاثنان عن خدماته، لأن من هذه قوته لا أحد يحتاجه.. لقد انتهى بيجل بعد هذه الانتخابات و لن يجد من يبكي عليه.. ـ حاول ولد عبد العزيز أن يفهم الناس أنه ابن “اللوغة” الوفي (رغم أنه زور أوراق ميلاده ليصبح من مواليد آكجوجت) و أن زنوج موريتانيا صوتوا له لأنهم يحبونه أكثر من صار إبراهيميا و هي دعوة سيحاول تسويقها غربيا ، ليظل بيرام و صار إبراهيميا يرتكبون الأخطاء في حق من يدعون الدفاع عنهم و يتاجرون بكل المقدسات الوطنية مع الأنظمة الموريتانية المجرمة و يتهجمون على البيظان الأبرياء..!؟ لم يلاحظ أصدقاء ولد عبد العزيز اللدد الذين يتراقصون في الشوارع اليوم احتفاء بنصره التاريخي العظيم أنه حتى الآن لم يتلق أي تهنئة من رئيس واحد في العالم غير ملك المغرب و الرئيس الصحراوي الذين يلعبان على سذاجته و يتسابقان إلى العزف على أوتار ضعفه لأسباب بديهية ..
لم يفهموا أن السفارة الأمريكية حين صرحت علنا أمام اللجنة الوطنية للانتخابات بأنها زارت عدة مكاتب و كان “الإقبال ضعيفا جدا” أرادت بذلك أن تقول لكل الجهات الدولية عليكم أن تلتزموا الحذر و الدقة في ما تقولون عن هذه الانتخابات العبثية.. و يعتبر الاتحاد الأوروبي أن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات ما بين 5 و 17 % لكنهم لن يعلنوها و لن يتدخلوا لإفشالها إذا استطاع ولد عبد العزيز أن يفرض أمر الواقع من دون انفلات أمني لأن تأمين مصالحهم في موريتانيا أهم عندهم من الديمقراطية.. و هنا تكون مهمة المعارضة واضحة:
ـ مراسلة هذه الجهات و طلب مساعدتها في تفادي موريتانيا الانزلاق في منحدر جحيمي يسوقها ولد عبد العزيز إليه منذ وصوله الى السلطة..
ـ مطالبة الجيش و الأمن الموريتاني بتحمل مسؤولياتهم تجاه الوطن ..
ـ إعطاء “بازيب” تحذيرا صريحا بأن تختار بين الولاء لولد عبد العزيز و الولاء للوطن..
ـ تعبئة الشعب الموريتاني على الخروج عن صمته و إعلان رفضه لاستمرار هذه العصابة في الحكم..
ـ و تحديد الساعة صفر لبتر هذا السرطان من جسم الأمة.