نشرت صحيفة “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية، تقريراً حول ظروف اغتيال المهندس محمد الزواري في تونس يوم الخميس الماضي.
وقالت الصحيفة، إن الزواري خرج من بيته في صفاقس واستقل سيارته وهي من نوع “كايا فيكانتو”، وكما يبدو فإنه لم يلاحظ الشاحنة التي سدت الطريق، لكن الأمر الوحيد الواضح، هو أنه لم يتحرك بسيارته ولو لمتر واحد.
وتواصل الصحيفة سرد التفاصيل فتقول، إن “سيارة وصلت من أحد الأزقة توقفت بجانب سيارة الزواري، وخرج منها رجلان مزودان بمسدسين مزودين بكاتم للصوت، وأطلقا عليه 22 عياراً لم تترك له أي فرصة للنجاة، وقد أصابت ثماني رصاصات رأسه وعنقه، وقتل على الفور”.
ووفق الصحيفة الإسرائيلية؛ فقد مضت ساعة حتى اكتشفت جثة الزواري الذي كان رأسه ملقى على المقود ومن حوله بقع الدم.
وعثرت الشرطة داخل السيارة على المسدسين وكاتمي الصوت، دون أن يحملا أية بصمات، فيما بقيت الشاحنة المستأجرة في حلبة الاغتيال، في شارع الشاطر في حي بني حميدة، إضافة إلى ثلاث سيارات مهجورة، تبين أيضاً أنها كانت مستأجرة.
وتقدر الشرطة التونسية بأن الإعداد لاغتيال مهندس الطيران استغرق ثلاثة أشهر.
وحسب المحققين؛ فان رجلا ذا ملامح شرقية، في منتصف الأربعينات من العمر، ومن مواليد المغرب، ويحمل جواز سفر بلجيكيًّا هو الذي تعقب الزواري ووثق دخوله وخروجه الكثير من تونس.
ووفق “يديعوت”؛ فقد استعان المتعقب برجلي أعمال محليين، استأجرا له منزلاً على بعد عدة عشرات الأمتار من بيت المستهدف.
وتقول الصحيفة، إن “المشبوه الرئيس وصل إلى تونس في أيلول الماضي، وعرض نفسه كرجل أعمال معني بالاستثمار عبر إنشاء مصنع، ويبحث عن شركاء محليين”.
وأعلن رؤساء طاقم التحقيق الخاص، أمس، أن صورة المشبوه ستنشر قريبا، لكنه يسود التقدير بأن من نفذا العملية غادرا تونس، كما تقول الصحيفة.
وبينت الصحيفة الإسرائيلية أن الزواري عاد يوم الأحد الماضي من زيارة إلى سورية ولبنان وتركيا، وحسب جهات التحقيق، فقد حصلت صحفية تونسية تقيم في هنغاريا على رقم هاتفه من جامعة صفاقس، التي كان يكمل فيها إعداد رسالة الدكتوراه في موضوع الطائرات غير المأهولة.
وتتابع الصحيفة بقولها إن “الصحفية أبلغته أنها تنوي إعداد تقرير حول الموضوع، وطلبت منه الالتقاء به، وابتلع الزواري الطعم، والتقت الصحفية به ووصلت مع شخص عرضته على أنه “باحث”، واتفقا على الالتقاء ثانية يوم الخميس، وهو اليوم الذي تم فيه الاغتيال”.
وتوضح الصحيفة أن الصحفية غادرت في اليوم نفسه تونس عائدة إلى هنغاريا ولم تحضر للقاء، وكان منفذو العملية يعرفون أن الضحية سيكون في بيته.
وكتبت الصحف التونسية، أمس، أن الجهات الأمنية أقنعت الصحفية بالعودة الى تونس، واعتقلت في المطار، كما اعتقل شركاء المتعقب الذين ادعوا أنهم لا يعرفون شيئا عن مخططاته وأعماله.
واعتقل أربعة مواطنين استأجروا السيارات واشتروا المسدسين وكاتمي الصوت، وحسب ادعاءاتهم فإن المتعقب والرجلين المشبوهين بتنفيذ الاغتيال توجهوا إليهم قبل عدة أشهر باقتراح لإنشاء شركة للاستشارة الإعلامية، وطلبا منهم شراء المسدسين لغرض التأمين الذاتى