حازت مريم جالو على سمعة طيبة في الأوساط الاجتماعية الموريتانية، حيث فتحت باب بيتها على مصراعيه لسنوات طويلة من أجل استقبال ورعاية المواليد الذين يعثر عليهم مرميين في الشارع، تقدم لهم المأوى وترعاهم حتى يبلغوا سن الرشد.
لقد نجحت هذه السيدة التي فارقت الحياة في صمت تام، في أن ترافق بعض هؤلاء الأطفال ليحصلوا على شهادات عليا ويندمجوا في المجتمع كأشخاص عاديين.
بدأت مريم جالو هذا العمل منذ عدة عقود عندما فتحت مدرسة تحت اسم “معهد مريم جالو لتحفيظ القرآن الكريم للناشئين” وأصبحت تستقبل أطفال الحي الذي تقيم فيه، غير أنها فتحت بابها أيضاً للأطفال الذين يتخلى عنهم ذووهم أو يعجزون عن رعايتهم.
تغادر مريم جالو الحياة وهي تترك وراءها بيتاً يقيم فيه أكثر من أربعين طفلاً تتراوح أعمارهم ما بين الثمانية أشهر والخمسة عشر عاماً، يتولى ابنها الإشراف على إقامتهم ويدرسهم القرآن الكريم.
رحم الله فقيدة الأطفال و الوطن المرحومة بإذن الله مريم ديالو، و جعل كل تلك الأعمال الخيرة في ميزان حسناتها، و أحسن عزاء أسرتها الكريمة و كل الشعب الموريتاني
فعلا هكذا نحسبها محسنة متواضعة صبورة، قابلتها لأول مرة أواسط التسعينات وزرتها بعد ذلك أكثر من مرة في مناسبات عديدة، فضلا عن جوار بيتها ومعهدها لمقر عملي في تلك الفترة بدار الثقافة، وبوراقة المواهب أيضا.. تركت في نفسي أثرا عميقا بأريحيتها اللا محدودة، ونكرانها لذاتها اللا إرادي.
رحم الله والدتنا المتواضعة الحنون مريم جلو وأسكنها فسيح جناته ووهبها أقصى مناها من رفقة الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم القائل: أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين.
وألهم ذويها الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.