ليس بدعا من القول أن نصف الأوضاع هنا في موريتانيا بأنها غاية في السوء هذه الأيام…ولن يجانبنا الصواب إذا أرجعنا الأمركله إلى الفساد الذي أستشرى وباض وفرخ بالرغم من الجهود “الجبارة” التي يزعم النظام بأنه يبذلها في سبيل القضاء على هذا الوحش الكاسر الذي أهلك الحرث والنسل لعقود طويلة في هذا البلد المسكين…هذه الجهود التي وإن صحت فإنها لم تؤت أكلها بعد، ولم نر لها أثرا ملموسا على أرض الواقع… فالبلد لا يزال يعاني والمأساة مستمرة بالرغم من مضي سنوات عدة على تقلد “المخلصين الجدد” للحكم والذين رفعوا شعار الإصلاح ومحاربة الفساد والمحسوبية والرقي بالبلد إلى مصاف الدول النامية المتحضرة.. .فصموا بذلك الأسماع، وملؤوا الأرض وشغلوا الناس بأمور ثبت للملإ أخيرا أنها مجرد ترهات وجعجعة بلاطحين!!
صحيح أن للنظام إنجازات كبرى تذكر فتشكر له، من بينها مثلا طرد السفير الصهيوني وقطع العلاقات مع كيانه..وكذلك حرية الرأي والتعبير التي يحسدنا عليها كثير من مواطنينا من شعوب دول القارة…وكذا تعبيد طرق العاصمة وتشريع العشوائيات السكنية وهي مشكلة كبرى ظل حلها حبرا على ورق ردحا من الزمن. .من الظلم أن ننسى أو نتجاهل هذه الإنجازات ولكن من الخطإ بالمقابل أن نختزل عملية الإصلاح فيها وأن نطبل ونزمر لها أكثر من اللازم…فالشعب يريد مايطفئ جوعه ويروي ظمأه…فالقدور فارغة والبطون خاوية…وتعبيد الطرق وتشريع الكزرات وحرية التعبيرو..و..و..لاتسمن ولا تغني من جوع يانظامنا ال”عزيز”…
فهل عندكم من “خبز” فتخرجوه لنا؟!؟..
بقلم / محمدالأمين سيدي سالم