يتعين على وزارة الصحة أن تتحرك بشكل جدي سريع وفعال لمحاصرة موجة الحمى الحالية التى تعصف بسكان العاصمة
اليوم كنت فى الحالات المستعجلة بمركز الإستطباب الوطني حيث لاحظت أن حوالى 60 بالمائة من المرضى مصابون بالحمى وتقريبا بنفس الأعراض صداع متمنع وإقياء وتعرق وغثيان وآلام على مستوى الظهروشعور بالبرد
هذه الأعراض تحيل مباشرة إلى حمى الملاريا وإن اختلفت من شخص لآخر واختلف تأثره بها تبعا للعمر والوزن والحالة العامة
إن فحوص (g. e) الإستعجالية للتحرى عن طفيلي الملاريا تكون سلبية لغالبيةالمرضى رغم وضوح الأعراض وطبعا قد لاتعنى سلبيتها تحييدفرضية الإصابة بالملاريا لقدرة الطفيلي على التخفى ثم إنه قد لايظهر إيجابيا فى الفحص إلا مع درجة حرارة مرتفعة جدا وقبل أن تعطى للمريض أية مخفضات حرارة
ويعالج أطباء المداومة غالبا الحمى بخافضات حرارة مثل البيرفالجان ومسكنات الألم النوفالجين مثلا ومضادات إقياء كالفوجالين مع أوبدون تروية وريدية بالجيليكوز وبعض الأطباء لا يرى ضرورة لإعطاء مضادات الملاريا بالحقن وإن وصفها على شكل أقراص
إن على وزارة الصحة عبر أطبائها وخبرائها فى الوبائيات والطفيليات والأمراض السارية الإجابة بسرعة وللعموم على الأسئلة التالية:
ـ ماطبيعة هذه الحمى وفى أي خانة يجب وضعها إذاكانت ليست ملاريا كما انها ليست حمى وبائية ولانزيفية ولا تصاحبها أية اعراض خارجة عن المألوف؟
ـ هل تطور طفيلي الملاريا واكتسب مناعة ضد الأدوية وأخذ شكلا جديدا عصيا على التحديد مخبريا مع محافظته على طريقة الإمراض وبنفس الأعراض؟
ـ هل نحن أمام نسخة جديدة من “حمى تيارات” الشهيرة ولماذالم نفلح فى اجتثاثها
ـ هل من “ابروتكول” علاجي موحد لمواجهة هذه الحمى بدلا من “الستاندار” المعمول به حاليا فى مختلف مستشفيات العاصمة ومراكزها الصحية؟
ـ ألا تستحق هذه الحمى وهي تنتشر بشكل مقلق حملة توعية أوملتقى علميا لدراستها أولفتة حكومية لمحاصرتها بالتعاون مع الشركاء الصحيين للبلاد؟
بقي أن اقول إن هذه الحمى والحمدلله لاتشكل خطرا على حياة المريض إذالم تختلط بأمراض اخرى أوأعراض مصاحبة وتقل خطورتها عند سرعة نقل المصاب إلى المستشفى لتلقى العلاج والقلق القائم هو بسبب انتشارها وماتسببه للمريض من آلام وضعف عام وعدم تحديد طبيعتها النهائية حتى الآن
وفى انتظار تحديد نوعها يمكن القول إنها ربما تكون حمى ملاريا نجح الطفيلي المسبب لها فى التخفى أوالظهور فى ثوب إمراضي جديد أو”اكتتاب” ناقلين جدد للمرض يتولون عنه المهمة مع حجب هوياتهم
من صفحة حبيب الله ولد أحمد