طالعتنا المواقع والمدونات وصفحات التواصل الاجتماعي الأربعاء بفئة جديدة من أبطال إعلامنا المهترء -بفعل عوامل التعرية واكراهات الواقع المر- تحدث أصحابها في المجمل عن ما ينتظر هذا البلد وشعبه المسكين من أحداث ستقلب الطاولة علي الجميع.
وحسب فهمي المتواضع لما قرأت من فتوحات المنجمين وصنفهم الجديد القارئ للطالع تحت مسمي “الميامين” فان البلاد واقعة لامحالة بين خيارين لاثالث لهما:
إما أن يؤمن الجميع بالرئيس وحزبه ؛وانجازاته وبطولاته وانتخاباته ؛ومايحكي خارج سياق ذالك هو أحقاد معارضة بغيضة مشئومة تجمع كل مخربي الدنيا وأسافيلها وعتاة مفسديها لاتريد خيرا للعباد ولاتنمية للبلاد؛ لاترحم الضعيف ولا تستئنس بالفقير؛ طموحها ملخص في وجهة واحدة هي القصر وجدرانه؛ والكرسي واحكامه ؛ وان الرئيس المفدي جزاه الله خيرا هو نعمة من المولي وهبة من الله؛ علينا الانحناء له؛ والتمسك بنهجه؛ والسير في طريقه كي لاتفلت الأمور من عقالها ويصبح الجميع في خبر كان.
وفي الطرف الآخر تباري منجمون كثر في الحديث عن مأتم جنائزي عاشه الناس فترة حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز حتى بخلوا علي الرجل القابض علي الحكم خمس سنوات خلت من حسنة واحدة في ميزان حكمه ؛ولم يذكرو له من النعم سوي حرية مطلقة بلغت حد الفوضي وفجرت مكبوتات اجتماعية وثقافية وعرقية كاد غليانها في أحايين كثيرة أن يكون إعصارا مدمرا لايبقي ولايذر. الخلاصة التي أتحفنا بها هؤلاء أن الرجل لم يعمرا أرضا ولم يبني مدينة ؛ولم يعبد شارعا ولم يدشن مشروعا؛ ومايحكي عنه تحت أي سياق هو أحاجي وقصص أبدعها المتزلفون وتفنن في صناعتها جحافيل المنافقين وتحدث هؤلاء في تنجميهم المشئوم عن هزات منتظرة وفضائح مذهلة واو ضاع مربكة وانقلاب مفاجئ تنبؤا بتوقيته وعرفوا زمانه ومكانه.
إن الخلاف السياسي مهما بلغ شططه بين الإخوة الأشقاء لايدفع المرء إلي التشبث بالأشخاص أو زوال الأوطان فعلينا جميعا أن نتمسك بالحدي الأدنى من آداب التخاطب والكتابة حول مشاكلنا حتى يرزقنا الله حلا منصفا لها يرضي جميع شركاء اللعبة وينجي الجميع من مآثم حرب ضروس يخطط لها الغلاة علي الجانبين للدفع بسفينة الشراكة في الوطن كي تغرق ولا ينجي منها صالح ولاطالح اللهم أحفظ وطننا وهيئ لنا من أمرنا رشدا.