يحل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان غدا الأحد بانواكشوط في زيارة هي الأولى له منذ توليه هذا المنصب، ولئن كانت المملكة العربية السعودية تحظى بمكانة خاصة لدى الموريتانيين، ليس فقط باعتبارها بلد الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي، حيث تتوق أفئدة المسلمين من كل مكان، لهذا، ولكن أيضا لأن المملكة العربية السعودية وقفت إلى جانب موريتانيا تاريخيا، فالدعم السعودي للشعب الموريتاني لا ينكره إلا مكابر، السؤال المطروح اليوم، هو.. لماذا يعيب البعض على موريتانيا ترحيبها بضيفها السعودي الكبير..؟؟، هل لأن السعودية لديها مشاكل مع الإخوان المسلمون..؟ ما شأن موريتانيا بذلك..؟.
إن موريتانيا يجب أن تحدد علاقاتها بالدول بناء على مصالحها العليا، وليس بناء على علاقات تلك الدول بجهات أخرى، منطمات كانت، أم دولا، ونحن في موريتانيا – معارضة، وموالاة- نعترف بالأيادي البيضاء للملكة العربية السعودية، وتتميز علاقاتنا بها بالأخوية، وتصل مستوى التحالف، فضلا عن أن من يرفعون الصوت اليوم ضد زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لموريتانيا هم أنفسهم من كانوا بالأمس القريب يرحبون بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لانواكشوط، ومعلوم أن الكثير من الموريتانيين لديهم مواقف سلبية من أردوغان، ومع ذلك توحد الجميع في الترحيب بالضيف التركي، وكتموا غيظهم، لأنه ليس من شيم الموريتانيين “صوع الخطار” مهما كان الموقف منهم، فالضيف يبقى ضيفا، وينبغي للجميع في موريتانيا ترك خلافاتهم السياسية جانبا، والترحيب بضيف موريتانيا، الأمير محمد بن سلمان، لأن المنطق، والأخلاق، وحتى المصلحة العليا لموريتانيا تقتضي ذلك، ومن المؤكد أن منتدى المعارضة لو كان اليوم في السلطة لرحب بولي العهد السعودي، فلماذا هذا الاستغلال الفج لكل قضية في محاولة للبحث عن مكسب سياسي ضيق، حتى لو كان ذلك يضر بمصالح الشعب، والوطن ؟؟!!.