شاءت الاقدار أن يكون العام ستين تسع مائة وألف موعدا مع اللبنات الأولى للجمهورية الاسلامية الموريتانية لكن تلك الارتجالية التى قُهرت بها الدولة أنذاك لاتزال تلاحقنا حت اليوم وإن كانت تلك المرحلة قد عرفت البدايات الأولى للكذب على المواطن بتأسيس ما ينبغى أن تكون عليه الدولة والتأريخ لما يعرف بالكذب على الشعب قبل وعيه بماله من حقوق وماعليه من واجبات.
السياسة كذبة.. وكل مايجوز الحديث عنه كذبة.. و المنتجون للكذبة صدقوها قبل غيرهم كي يقنعو أكثر عدد وأطول فترة ممكنة
في وطني القصى والمتأخر عن الكثير من رفاقه من الدول المتطورة بفعل أجياله المتعاقبة لا بقلة إمكاناته البشرية ولامخرجاته الاقتصادية .
في هذا الوطن الحبيب تكثر التناقضات وتتناقص القناعة كل ما ازداد المستوى المعرفي أكثر وتنامى مايعرف محليا ب”اتبحتير”.
في وطنى الغالي مُسنون لا يعرفون الاستسلام والتوديع وإن ودعوا عنوة أو رفضوا مجازا لا يتقبلون الامر بروح الرياضي
وفي الجانب المقابل شباب أيضا يكثرون من الاندفاع نحو كل شيء لا يعرفون ماذا يبتغون من ورائه سوى الفضول والتصدى بروح الشباب بالدفاع عن أوهام يعتقدون أنها صواب ونساء يردن أن يحصلن على كل شي بحصة النساء كحصة, لاكمكتسبات مكتسبة وكحقوق منتزعة و شريحة تبحث عن ظل دونما إعياء لتبوئ المكانة الريادية في وقت قياسي ودفعة واحدة وأخرى تَكذب وتُكذب كي تدرج في الريادة غير مدركة أن المكانة الاجتماعية لم تعد بالمكتسب الكبير في عصر طغت فيه المادة على حساب الاصل والفرع .
وأطفال أ كثر ولاء للآخر في اللبس والتسريحة والثقافة من الوطن في زيه وتعاليمه
غيض من فيض من الصور التى لا لبس فيها ولا حاجة فيها للدراسة أكثر من ساعات من التأمل للخروج بالحكم الذى لا ترضى أن تخرج به على الوطن الغالى , وإن حان النطق سيكون مجتمع بحاجة للصراحة عند الافصاح لأنه مجتمع لا ينطق عن الحقيقة في أي شيء بل يتحدث حسب الضرورة وإملاءات المرحلة .
فمتى سيكون هذا المجتمع صريحا , كي يتجاوز كل هذه المؤامرات التى تحاك عليه بفعل القائلين أن لم نكن … فلن تكون لغيرنا؟
هذه هي حال أغلبية هذا الوطن وإن كان فيه الكثير من غير المبالين بأي شيء وفيه أيضا من يحز في أنفسهم واقع وطنهم الذي يتشرذم بفعل زمرة قليلة تود الهيمنة على كل شيء دون أن تكون في صدام على مرأى ومسمع لأنها غير واثقة من نتائج خياراتها المصطنعة حسب الضرورة وإلحاح الحاجة ماجعلها تتناسى اللحمة الوطنية وروح المواطنة مقابل مناصب ومتيازات قد لاتكون أكثر إغراءا من المحافظة على الوطن ومعرفة ان الوطن يسع الجميع أذا مانظم وخطط لذالك دونما غبن ولامكر .