تمتلك الوزيرة فاطمه فال بنت حماده ولد اصوينع ديناميكية وحركية يصاحبهما تواضع قل نظيرها بين أقرانها لذلك لاغرو إن تركت طابعها المميز والواضح علي وزارة الثقافة والشباب والرياضة خلال الفترة القصيرة التي تولت إدارتها بشكل يشهد به أهل القطاع والمتتبعين لمساره بل إن البعض يرى أنها أنجزت في ستة أشهر ما عجز عنه آخرون في عدة سنوات وأوصلت يد الإصلاح إلي عدة أماكن في الوزارة ظلت لسنين عديدة عصية على الذين تولو هذه الوزارة المعروفة بخبرة لوبياتها وتلونهم ، علي أن فترة السيدة الوزيرة في هذه الوزارة تركز العمل فيه علي شقين تمثل أولهما في محاربة لوبيات الفساد والإصلاح قدر المستطاع ، فيما شكل الإنجاز والإدارة بحنكة لعمل الوزارة الشق الثاني ،وفي هذا الأخير كان الجهد كبيرا ومضاعفا ، وطبعا لم يكن أصحاب اللوبيات ليستسلموا بهذه السهولة بل عمدوا إلي محاولة عرقلة بعض المشاريع المنجزة في هذه الفترة واختلاق الأزمات وإطلاق الشائعات المغرضة في محاولة يائسة لوقف ماكينة العمل والإصلاح ،وأمام إصرار بنت أصوينع علي مواصلة الطريق الذي رسمته توجيهات رئيس الجمهورية بحذافيرها دون كلل أو انحراف لم يجد بعض أولئك بدا من الالتحاق بالركب فيما فضل آخرون اعتماد أساليب أخرى غير تقليدية ، لكن نجاح التظاهرات التي نظمتها الوزارة خلال الستة أشهر الماضية أخرس ألسنة أخرى كانت تشكك في قدرات الأستاذة الجامعية التي زرعت قيم المواطنة والفضيلة في عقول طلبتها لسنين خلت وزادت هذه النجاحات المتتالية من ثقة رئيس الجمهورية في السيدة الوزيرة ، فالكل يتذكر التنظيم المحكم لليوم الوطني للرياضة بتنوع أنشطته ، والكل يتذكر كذلك الانبهار والصدى الذي خلفته المهرجانات الثقافية في مختلف مدن الوطن وما النسخة الأخيرة من مهرجان التمور في آدرار عنا ببعيد،واليوم تستعين حكومة المأمورية الثانية للسيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز ببنت أصوينع لوزارة الثقافة والصناعة التقليدية ، تعزيزا للمكتسبات الثقافية المعتبرة ، ومحاولة لإنعاش قطاع حيوي يستقطب شريحة كبيرة من المجتمع الموريتاني ويمثل في ذات الوقت تراثا وطنيا بامتياز ويتعلق الأمر هنا طبعا بالصناعة التقليدية ، وكما كان النجاح والتوفيق حليف الوزيرة في حقبتها الأولي بوزارة الشباب فإن التفاؤل يطبع المتتبعين بنجاح أكبر في هذه المأمورية الثانية بحكم أهلية فاطمه فال بنت أصوينع لكسب الرهان إذ أن من جد وجد ومن زرع حصد.
الغوث ولد التراد كاتب صحفي