احتضنت مكة المكرمة مساء اليوم الخميس قمتين طارئتين، عربية وخليجية، على أن تحتضن يوم غد الجمعة قمة طارئة أخرى لقادة دول منظمة التعاون الإسلامي، وهي القمم التي دعت لها المملكة العربية السعودية وحضرها عشرات الرؤساء وقادة الحكومات.
في الساعات الأولى من مساء الخميس انعقدت القمة الخليجية، التي أعلن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزويز، في افتتاحها أنها تنعقد « في ظل تحديات إقليمية ودولية »، متحدثاً عن « الأعمال التخريبية » التي طالت ناقلات النفط قبالة سواحل الإمارات مؤكداً أنها « تتطلب عملاً جاداً ».
وقال العاهل السعودي في خطاب أمام القادة الخليجين: « نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف دعم إيران للإرهاب ومنعها من تهديد الملاحة الدولية ».
وأضاف أن « دعم إيران للإرهابِ عبر أربعةِ عقودٍ، وتهديدها للأمنِ والاستقرار، بهدف توسيعِ النفوذ والهيمنةِ هو عملٌ ترفضُه الأعرافُ والمواثيق الدولية »، داعياً في السياق ذاته إلى ضرورة أن « يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته إزاء دور إيران التخريبي ».
القمة الخليجية التي غاب عنها أمير قطر وتم تمثيله من طرف رئيس الوزراء، انتهت بـ « جلسة مغلقة » استمرت لأكثر من ساعة ولم يعلن عن نتائجها.
من جهة أخرى انطلقت أشغال القمة العربية الطارئة بحضور 14 رئيساً عربيا، ومشاركة 6 دول بتمثيل على مستوى رئيس وزراء أو أقل، فيما تغيب سوريا المجمد عضويتها.
ويعد الملف الإيراني هو الملف الأبرز من ضمن الملفات المطروحة على طاولة القادة العرب، وذلك تحت عنوان « التصدي لإيران وتدخلاتها في المنطقة »، وهو نفس الملف الذي ناقشته القمة الخليجية.
وقال الملك سلمان بن عبد العزيز أمام القادة العرب: « القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى إلى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه »، داعياً في الوقت ذاته إلى « الوقوف في وجه النظام الإيراني وممارساته الإرهابية ».
وأكد العاهل السعودي أن « النظام الإيراني مستمر في انتهاك القوانين والمواثيق الدولية »، مشيراً إلى أن « النظام الإيراني يعمل على تقويض الأمن العربي (…) وعدم اتخاذ موقف رادع مع تلك الهجمات الإرهابية هو سبب ما نعانيه الآن ».
أما قمة منظمة التعاون الإسلامي التي تنعقد يوم غد الجمعة فستكون تحت عنوان « قمة مكة يداً بيد نحو المستقبل »، وسيهيمن عليها ملف « إيران »، رغم حضور وفد دبلوماسي إيراني للقمة.
وخلال المؤتمر التحضيري للقمة الإسلامية أمس الأربعاء، قال وزير الخارجية السعودي، إبراهيم العساف، إن العالم الإسلامي « يمر بتحديات أخطرها التدخل بشؤونه الداخلية »، في إشارة إلى ما سماه « الدور الإيراني ».
وأضاف العساف في كلمته أمام نظرائه من العالم الإسلامي أن السعودية مهتمة بالاستقرار في اليمن ومتأسفة للانقلاب الذي يقوم به الحوثيون بدعم من إيران، وقال إن هذا الانقلاب « مثال واضح على استمرارها (إيران) في التدخل في الشؤون الداخلية في الدول، وهو الأمر الذي يجب أن ترفضه منظمة التعاون الإسلامي لتعارضه مع ميثاقها ومع المواثيق الدولية »، وفق تعبيره.
من جهة أخرى قال العساف إنه مع مرور الذكرى الخمسين على تأسيس منظمة التعاون الإسلامي « لا يزال النزاع مع إسرائيل أبرز التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية ».
وتأتي هذه القمم بعد هجمات تعرضت لها ناقلات نفط قبالة الشواطئ الإمارات وأخرى استهدفت منشئات نفطية سعودية، تتهم السعودية إيران بالوقوف وراءها.