تداولت أغلب المواقع، يوم أمس أنباء عن زيارة تفقد واطلاع سيؤديها فخامة رئيس الجمهورية إلى مدينة أطار وبلدة عين أهل الطايع. غير أن “الأخبار” اختارت صناعة خبر خاص بها يخدم أجندتها المعروفة. عنونت الخبر المعلب بقولها ” ولد عبد العزيز يتوجه نحو الشمال الموريتاني”. الوجهة غير محددة بشكل مقصود. ثم يبدأ الخبر بكذبتين؛ “أفادت مصادر مطلعة…” فلو كانت المصادر المزعومة مطلعة لأفادت بما نشرته كل المواقع. الكذبة الثانية: “لوكالة الأخبار المستقلة…” فلو كانت مستقلة لنشرت الأخبار الصحيحة، كما فعل غيرها من المواقع، لكن كونها غير مستقلة حملها على صناعة خبر اعتقدت أنه يخدم حزبها السياسي… ويستمر الكذب..” أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قرر مغادرة العاصمة نواكشوط رفقة موكبه الرئاسي وأفراد من عائلته بغية قضاء عطلة استجمام في الشمال الموريتاني.” يعلم كل الموريتانيين أن الرئيس عاد لتوه من عطلة قضاها في الشمال الموريتاني، فما الذي يدعوه إلى الاستجمام مجددا في نفس المنطقة؟
بعد اختطاف انتباه القارئ بعيدا عن الحقيقة، تصل الأخبار إلى الخبر لتشوهه..” ومن المتوقع…” مجرد توقع قد لا يحدث، “أن يزور الرئيس الموريتاني خلال وجوده خارج العاصمة نواكشوط ولاية آدرارا…” إذن، بينما الرئيس يستجم في الشمال قد يخطر له زيارة ولاية آدرار، ولا ذكر لمدينة أطار إطلاقا، لماذا؟ لأن ذكر المدينة سيجعل القارئ ينتبه إلى أن الرئيس يزور المتضررين من السيول، أما كلمة ولاية آدرار فقد تحيل إلى استمرار الرئيس في استجمامه ربما في وادان، أو شنقيط… أما الهدف من الزيارة “المتوقعة” فهو “التضامن من السكان المنكوبين…” مجرد تضامن، كما قد يفعل رئيس دولة أجنبية…
هذه هي صياغة “أول وكالة أنباء موريتانية مستقلة ” كما تسمي نفسها، لخبر زيارة رئيس الدولة لمدينة وبلدة تعرضتا لأمطار وسيول خلفت أضرارا مادية… فأين الاستقلالية المزعومة؟ بل أين أبسط قواعد المهنية، واحترام القارئ؟ بل أين الصدق الذي حثت عليه مكارم الأخلاق (لا يكذب المرء إلا من مهانته أو عادة السوء أو من قلة الأدب)، وعده ديننا الحنيف في الكبائر… صحيح أن صناعة الأخبار أنفع للأجندات المشبوهة من روايتها بصدق…
نقلا من صفحة د.محمد اسحاق الكنتي المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية