للوهلة الأولى يبدو لنا أن تحضير مائدة رمضان مهمة سهلة، لاعتمادها على نمط معين من الأطعمة إلا أن الصعوبة لا تكمن هنا، بل في تمكين أفراد الأسرة من الإستفادة من جميع الأطعمة الموجودة وبكميات معتدلة للحفاظ على سلامة كل شخص.
يختلف شهر رمضان عن باقي شهور السنة بنظام الغذاء المتبع من حيث عدد الوجبات و محتواها، وللحفاظ على صحة جيدة لا بد من إختيار كل ما هو صحي ومفيد. تتنوع المائدة الرمضانية. تحوي الكثير من الأصناف والأطعمة.
وللحفاظ على صحة متوازنة، ينبغي على الصائم تناول الطعام على فترات محددة وثابتة حتى ينتظم إفراز المعدة ويصبح الهضم سهلاً.
لهذا يفضل كسر الصيام بكمية قليلة من التمر أو الماء أو عصير طبيعي غير مثلج، فهي تحتوي على السكريات الطبيعية البسيطة السهلة الإمتصاص، وهذا الأمر من شأنه أن يقدم تعويضاً سريعاً لما فقده الجسم خلال فترة الصوم.
بعدها، يجب تحضير المعدة لاستقبال الطعام بتناول صحن من الشوربة، الذي يعمل على تعويض الجسم بجزء من السوائل المفقودة خلال النهار، بالإضافة إلى إمداد الجسم بالفيتامينات والمعادن وتجنيبه الإصابة بالجفاف والإمساك.
ثم تناول صحن السلطة أمر ضروري، يشكل طبقاً مهماً جداً نظراً لغناه بالفيتامينات والمعادن والألياف. كما تعطي السلطة شعوراً بالإمتلاء والشبع عند تناولها وبالتالي تخفض من فرصة تناول كميات إضافية من الطبق الرئيس الذي غالباً ما يتضمن الرز والدهون والمواد النشوية.
وأخيراً يأتي دور الطبق الرئيس، وللحفاظ على صحة جيدة يجب تناول كمية معتدلة منه، ويحتوي هذا الطبق على نوع من النشويات مثل (الأرز، الفريكة، المعكرونة، البرغل) ونوع من اللحوم (لحم أحمر، دجاج، سمك)، بالإضافة إلى الخضار المطبوخة.
وينصح بتناول 6-8 أكواب من الماء في اليوم بعد فترة الإفطار وحتى وقت السحور، إذ يساعد في تجنب الجفاف والإمساك، كما ينصح بعدم تناول المقبلات (كالمقالي والمعجنات) والحلويات لأنها غنية بالدهون والأملاح والسكريات، كما تعمل على زيادة الوزن بشكل كبير، وعدم الإفراط في تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة.
إذاً، الوجبة الصحية المتوازنة هي خليط من هذه الأصناف وبكميات معتدلة ليحصل الجسم على جميع العناصر الغذائية الأساسية، وعلى الصائم مراقبة ما يتناوله من حلويات. كما على الصائم تناولها بكميات قليلة مع إختيار الأصناف التي تحتوي على سعرات حرارية أقل حسب مكوناتها وبدلاً منها، باستطاعته تناول طبقاً من سلطة الفواكه.
وإلى من يستخف بوجبة السحور ويعتبرها غير ضرورية، نشدد على أنها وجبة مهمة للصائم وتساعده على تحمل ساعات طويلة من الإمتناع عن الطعام، ويفضل تناول الأطعمة المالحة مثل المخللات أو الزيتون المالح والجبنة المالحة للحد من الشعور بالعطش.
ويبقى لفت النظر إلى أن الإعتقاد بأن شرب السوائل بكثرة أثناء السحور سيمنع العطش، هو إعتقاد خاطئ لأن الجسم سيتخلص من الكميات الزائدة عن طريق التبوّل.