الخلق العظيم مدرسة، قوة هادئة، علم يسمى علم السلوك، حكمة وحكامة ترى في لحظ العيون نور في الناصية، وصدق في اللهجة، ومحبة تتسع للجميع وتشع في القلوب، تكون بلسم شفاء لمن
يتلظى، وتكون إزهاق باطل لمن يتفرعن، وهي مثل عصا موسى يتوكأ عليها أتباع الرسل، ويهش ويبش بها القدوة من أولى العزم، يد بيضاء تمسح جراح الموريتانيين وتذهب عنهم سنوات المكاء والبكاء، بعد أن بزغ عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون.
ما أحلم الحليم؟
إن نظر أبصر، وإن تكلم اختصر، وإن ظلم غفر، وإن استغضب خيره كان على الجميع قد انهمر..
ما ألأم اللئيم !
يأكل بسبعة أمعاء، ويظلم الخل والحميم، إن سكت اكفهرَّ، وإن نطق عض بلا أنياب، وإن خطب تلعثم بلا لثام، وإن قدم له الضيف لم يقدم له فلسا، ولا أكرمه إلا سبا ونهشا ، وإن عامله خانه ومطله، وإن عاهده غدره، وإن تركه ختله كالذئب، يغير وكزه، وجحره،. ودبيبه وأثره!؟
هذا أوان صحصحة الحق، لن يأكل الذئب مأكولا بعد اليوم؛ فأسود أرض الحكماء لن تترك له حملا
يأكله، ولا فلسا بكفه يحمله.
أرض الأواهين ارتفع فيها أذان الفلاح، تحيتهم سلام، سلام، سلام، سلام
لا يستوون
فقه القوة الهادئة وفقه الضعف وخلق الكذب والسب ونهش الأعراض.
نقطة على السطر .
بقلم : محمد الشيخ ولد سيد محمد
أستاذ وكاتب صحفي