كتب : باب سيد أحمد محمد لحبيب
*تعليقا على التقرير المسرب عن وزارة الداخلية عن الخريطة السياسية الوطنية*
” مقاطعة عرفات نموذجا”
تداولت وسائل الإعلام تقريرا منسوبا لوزارة الداخلية ، يحمل عنوان الخريطة السياسية للوطن 2022.
وبعد الاطلاع على تلك الوثيقة، ارتأيت أن أسجل بعض الملاحظات على ما قدم في شكل خرائط للمقاطعات، خاصة مقاطعة عرفات بولاية أنواكشوط الجنوبية، و ذلك لمعرفتي الدقيقة بها و فظاعة ما تم تداوله عنها من معلومات مغلوطة.
1ـ أبانت الوثيقة عن مستوى كبير من الرداءة من حيث المنهجية والصياغة وعدم دقة المعلومات والتحيز لبعض الأطراف التي تعتبرهم فاعليين سياسيين في كل مقاطعة، مما أفقدها المصداقية لدى الرأي العام الوطني وأبعدها عن الاسم الفضفاض الذي عنونت به، لتتحول من خريطة سياسية إلى دعاية لأشخاص مهتمين على حساب الفاعلين السياسيين الموجودين في الميدان وفي أكثر الأحيان يكون الأشخاص المشار إليهم اشخاصا نافذين بحكم وضعيتهم الوظيفية الحالية أو وضعهم المادي دون ان يكون لهم سند شعبي معروف في المقاطعة.
2ـ جاءت خريطة مقاطعة عرفات من أكثر الخرائط المقاطعية بعدا عن الواقع السياسي و ابتعادا عن الحقيقة و الإنصاف و تحمل المسؤولية، وذلك للأسباب التالية:
أـ في الوقت الذي يعرف الجميع أن عرفات هي أكبر مقاطعة في الوطن، من حيث حجم السكان وتنوعهم، وحيويتهم السياسية وكثرة الفاعلين المعروفين فيها، لم يعطها التقرير الحجم الذي تستحق، حيث اختزل الفاعلين السياسيين في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، فيها في ستة(6) أشخاص فقط.
بـ ـ لم يشر التقرير إلي الخريطة السياسية التي تشكلت بمناسبة إعادة الإنتساب إلى حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي طبعته المنافسة الشديدة ، وتم تجاهل أحد أطراف تلك الخريطة.
ج ـ يحاول التقرير أن يكرس الصورة التي تم اعتمادها في ترشيحات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية للاستحقاقات البلدية والنيابية لسنة 2018، التي اعتمدت الإقصاء واستحواذ فريق معين علي الترشيحات والتي كانت نتائجها الفشل الذريع رغم ثلاثة(3) أشواط متتالية بسبب تهميش القوى الحية في المقاطعة.
دـ من الانعكاسات السلبية للتقرير على مستوي المقاطعة التشويش علي روح الانسجام الذي طبع التعامل بين مكونات المشهد السياسي داخل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في المقاطعة منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
هـ – يستشف من مضمون التقرير أن السلطات المحلية تشكل مصدرا لتكريس الخلاف بين الأطراف السياسية في المقاطعة بدل السعي لتوحيدها والمساهمة في إيجاد صيغ منصفة تمكن من تضافر جهود الفاعلين السياسيين داخل الحزب لكسب الاستحقاقات المقبلة من خلال ترشيحات توافقية قابلة للنجاح بدل تكريس الصيغ التي تم تجريبها في الماضي وكانت نتائجها مقززة.
انواكشوط بتاريخ: 24 مايو 2022