سلطت صحيفة “جلوبال بوست” الأمريكية الضوء على ما وصفته بثورة المراحيض فى الهند، وقالت إن مفتشى الحكومة فى البلد الآسيوى يقومون هذه الأيام بحملات فى ريف البلاد مسلحين فيها بأقلامهم وأجهزة الكمبيوتر اللوحى والهواتف الذكية، بحثا عن المراحيض، أو بالأحرى المناطق التى لا يوجد بها مراحيض. ويعد هذا الجهد جزءا من حملة: الهند نظيفة” والتى بدأها العام الماضى رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى الذى وعد بأن يكون هناك مرحاض بكل منزل فى الهند بحلول عام 2019. إلا أن الأعراف والفساد وتفضيل عادات قديمة تقف جميعا فى طريق ما وصفته الصحيفة بخطة مارشال الخاصة بمودى لنشر المراحيض. “المراحيض الأشباح” مشكلة ضخمة وقالت سانديا سينج، المسئولة بوزارة مياه الشرب والصرف الصحى، إنهم واجهوا مشكلة ضخمة فى الماضى تمثلت فيما يسمونه “المراحيض الأشباح”.. وأضافت أن الحكومة قدمت الأموال لبناء المراحيض، إلا أنها غير متأكدة ما إذا كان تم بناؤها، أو تم الإبلاغ ببنائها. كما أنهم خصصوا أموالا لمراحيض لم تعد تعمل. وتسجل سينج وغيرها من موظفى الوزارة الأماكن ويلتقطون بعض الصور للتأكد من أن تلك المراحيض تعمل ويتم استخدامها بشكل منتظم. وأضافت المسئولة أنهم أسسوا قواعد بيانات حيث يمكن للمتطوعين والمسئولين تحديث كل المعلومات فى وقتها، ويصرون على ضرورة وجود صور لضمان ألا يتم تسجيل منشأة مرتين. وحتى الآن، سجلت قواعد البيانات معلومات عن 100 ألف مرحاض قروى. نشر المراحيض لتعزيز قوة الهند الاقتصادية وتعلق الصحيفة على تلك الجهود قائلة إن قلة من قادة الدول الكبرى يمكن أن يجعلوا المراحيض فى مقدمة أولوياتهم. إلا أن مودى يسعى لتحقيق هدف يتفق مع رغبته فى تعزيز القوة الاقتصادية للهند عند مستوى يليق بثانى أكبر دول العالم من حيث السكان. وكان تقرير صادر عن البنك الدولى العام الماضى قد وجد أن قلة النظافة الناجمة عن غياب المراحيض أدى إلى خسائر اقتصادية فى الهند قدرت بـ 53.8 مليار دولار عام 2006. أى ما يعادل نسبة 6.8% من إجمالى الناتج القومى للبلاد فى هذا الوقت. حيث يؤدى غياب منشآت الصرف الصحى إلى زيادة انتشار عدوى الدودة الطفيلية وأمراض الإسهال التى يمكن أن تكون قاتلة.