لم تحل القضبان والقيود وأحكام السجن الطويلة، وربما انتظار تنفيذ القصاص، دون أداء سجناء فريضة الحج. إذ كشفت المديرية العامة للسجون أنها تسمح للمحكوم عليهم (من الجنسين) بأحكام حبس لمُدد طويلة أو صدر بحقهم أحكام قصاص، بأداء مناسك الحج والعمرة، وبخاصة من يدونون ذلك ضمن وصاياهم الأخيرة.
ونفذت المديرية العامة للسجون بالمملكة العربية السعودية 2009، دراسة لبحث إمكان منح السجناء فرصة لأداء مناسك الحج. وبخاصة أصحاب المحكوميات الطويلة. واستعرضت العقبات التي ربما تعترض أداء السجناء الحج، ومنها «طول المدة التي يحتاج إليها الحاج لأداء المناسك، التي تراوح بين سبعة وعشرة أيام». ولفتت إلى أن برامج حج السجناء المعمول بها في الوقت الحالي «تُنفذ بأمر قضائي يصدر لبعض السجناء».
ومنعت مديرية السجون في وقت سابق رحلات العمرة للسجناء، وبخاصة خلال شهر رمضان. وبررت ذلك بـ«الخوف من هربهم»، لافتة إلى أنه «ربما لا يمكن السيطرة عليهم أثناء الرحلة الدينية»، مؤكدة أن الهدف من عمرة رمضان «التوعية وزيادة الحصيلة الدينية لدى السجناء، إذ تقوم المديرية بإدارة برامج جديدة تركز على الوعي والتوبة وغيرها من المواعظ والأذكار التي ترسخ أهمية محاسبة الذات».
وأكدت «السجون» أنها لن تتوانى في الإسهام لإنجاح موسم الحج لهذا العام والأعوام المقبلة. ولفتت إلى أنها تقوم بدعم الجهات الأمنية كافة، وأعلنت مشاركتها بعدد من منسوبيها ضباطاً وأفراداً، بجانب قطاعات وزارة الداخلية في عدد من مهمات وأعمال الحج في إطار اختصاصها والمساندة في المهمات الأمنية والمرورية في ما تقدمه من واجبات في هذا الموسم تحديداً.
وأكد المتحدث باسم السجون أن المديرية تقوم باستقبال السجناء المحالين إليها، وبخاصة من جهات الضبط في المشاعر في مواسم الحج، لارتكابهم قضايا جنائية. ويتم توفير الحاجات الأساسية لهم من أماكن نوم وإعاشة وتمكين كل من يتضمن الحكم عليه استكمال مناسك الحج، فتقوم المديرية العامة للسجون بالإشراف والمتابعة وتمكينهم من أداء مناسك الحج. إلا أنه تحفّظ عن ذكر إحصاءات وأرقام عن أعداد المحكومين الذين أدوا الحج في الأعوام الماضية.