بدأت المظاهرات الأخيرة التي ينظمها بعض النشطاء الزنوج تجنح إلي العنف في مشهد أفسد علي المتظاهرين السلميين مطالبهم المشروعة، وأفقدها القيمة بعد أن غطت عليها المشاهد الصادمة جراء تصرف بعض الشبان المدفوعين بقوة العاطفة
أوراق مبعثرة، وأسرار بلد متناثرة، ومكاتب باتت في خبر كان جراء اقتحام العشرات
من الطلاب الزنوج لمكاتب السفارة الفرنسية بباريس احتجاجا علي قمع الأجهزة الأمنية لمسيرة سلمية.
إن سلوك الأجهزة الأمنية سلوك مشين، والجميع يدين القمع أيا كان ضحاياه، لكن تكسير المكاتب والعبث بالممتلكات العاصمة والخاصة، وتهديد سلامة العاملين أمر بالغ الخطورة، ويفقد المتظاهرين أي شرعية أو أحقية رغم المطالب التي كانوا يرفعونها.
إن السفارة بباريس ملك للشعب الموريتاني، والسفير المتواجد فيها زنجي وهو رمز للأمة الموريتانية والاعتداء علي مكاتبها وتهديد سلامة العاملين فيها أمرض مرفوض.
من سيستطيع المشاركة مع هؤلاء في مسيرة تطالب بحق أصيل، مادام الأمر قد يتحول إلي عمليات تخريب مدروسة وممنهجة، واستفزاز للآلاف من الموريتانيين؟.
إن الحكومة مسؤولة عن تأمين المقار العامة، والأموال التي تصرف بالمليارات إذا لم تستطع منها تأمين سفارة أو شارع أو مواطنين عاديين تتحول إلي أموال فاقدة للقيمة، بيد حكومة فاقدة للمصداقية