يعيش الإعلام العمومي عصر نهضة حقيقية في ظل حكم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي آمن حقا بما للإعلام من دور وعليه من مسؤوليات، بعد أن كاد الضعف والخمول الذي بات يعشعش في أروقة مفاصله أن يعلن نهايته، لولا اللفتة الكريمة التي حظي بها من أعلى سلطة في البلد.
تم تشكيل لجنة عليا لإصلاح الصحافة، فكان التقرير الذي سلمته لفخامة رئيس الجمهورية بمثابة اللبنة الأولى لوضع أسس صلبة تمهيدا لإصلاح طالما راود طيفه الحالمين من ممتهني الحقل نفسه.
وبما أن النجاح، أي نجاح مرهون بسبب، فقد قيض الله لإذاعة موريتانيا أحد أبناء البلد البررة إيمانا منه بدور هذه المؤسسة العريقة التي تعتبر جزء من تاريخ أمة تجب المحافظة عليه، فأنتشلها من قاع الخمول إلى واقع باتت تحسد عليه من النجاح والحضور اللافت، فبدأ جملة بكل ما له صلة بنجاحها لتلعب الدور المنوط بها على أكمل وجه.
وبما أن التطور مرهون بالكادر البشري، ركز المدير العام على العنصر البشري بشقيه “الرسميين، والمتعاونين”، فتتالت الزيادات للعمال الرسميين والمتعاونين الذين هم الحلقة الأضعف، رغم دورهم المحوري بمؤسسات الإعلام عموما، وأنصبت كل الجهود في توفير الخدمة للمواطن أينما كان، فشهدت الإذاعة الوطنية نقلة نوعية بشتى المجالات، وتم تدشين العديد من المكاتب الجهوية المجهزة بأحدث التجهيزات العصرية، كما تم فتح محطات إذاعية في النقاط النائية لإطلاع المواطن بكل جديد بما يدور في البلد خصوصا ما يرتبط بحياة المواطنين.
قليل من كثير تحقق في السنوات القليلة الماضية لإذاعة موريتانيا، ما كان ليتحقق لولا الإرادة الصادقة والجادة من فخامة رئيس الجمهورية لتطوير الحقل الإعلامي عموما، وإيمانا من المدير العام للإذاعة الوطنية بالرفع من أداء دور المؤسسة لتتبوأ مكانتها اللائقة، إذ سخر الرجل جل وقته على أن يكون للمؤسسة حضور قوي فكان له ما أراد وزيادة، الأمر الذي تحقق فعلا على أرض الواقع، فكان الرجل بحق على مستوى التحدي وتحمل المسؤولية.
من جهة أخرى تعلق الفئة المغبونة “المتعاونون” آمالا كبيرة عليكم سيادة المدير العام لمتابعة وضعيتهم المأساوية حتى اكتمال الفرحة بالترسيم، ورغم ما تحقق لهم في عهدكم الميمون من مكاسب هامة ستبقى خالدة الذكر، إلا أن غايتهم الأسمى تظل محصورة في الترسيم الذي هو بمثابة نهاية الكابوس.
الشيخ زين العابدين