قال حزب البعث العربي الاشتراكية في موريتانيا، إن الانتخابات الرئاسية الخيرة، غابت عنها جميع المعايير الديمقراطية ووظفت فيها كافة اشكال الترغيب والترهيب واستخدام النفوذ.
وقال الحزب في موقفه من هذه الانتخابت، الذي نشر في عدد يوليو من مجلة “الدرب العربي” التي يصدرها حزب البعث العربي الاشتراكي-قطر موريتانيا، الصادر يوم الاثنين فاتح يونيو 2014:
“كشفت الانتخابات الرئاسية الأخيرة بوضوح عن عمق الأزمة البنيوية التي تنخر جسم مجتمعنا و ” نخبتنا السياسية ” ، فبعد أن اعتقدنا أن بعض المسكليات و الممارسات التي تصاحب الاستحقاقات الانتخابية قد تناقصت ، إذا بها تعود بقوة معيدة البلاد إلى المربع الأول ، واتضح ذلك من خلال استخدام القبيلة بشكل لافت وفج فحرصت القبائل والمجموعات والوجهاء على تنظيم المبادرات المتزلفة والمؤيدة دون قيد أو شرط ، كما تهافت الشباب على السير في ذات المنحى والهدف ، وبطريقة فجة وسطحية ، واستخدم الإعلام وسخرت طاقات شبابية إعلامية لامتهان التصفيق والتلميع والتكسب من هذه القبيلة وتلك.
ويبدو أن السلطة الحاكمة أدركت – بعد أن حاولت 2009 التقليل من هذه الممارسات – أن أغلبية الجماهير لا يمكن تهييجها وتنشيطها إلا من خلال العزف على وتر الحاجة والفاقة ، وتوظيف إنزيمات الطمع والحرص والخوف ، دونما التعب في مخاطبة العقل والمنطق أو مناقشة الخطاب السياسي أو البرنامج الانتخابي ، لقد كانت المفاضلة قائمة على مبدأ من يدفع أكثر ومن يمتلك أيضا آليات وطرق مختلفة للتسديد تدخل فيها الوظائف والتعيينات والامتيازات الخاصة ، وطبعا السلطة وحدها القادرة على الاستقطاب حين تسقط كل عناصر المفاضلة الموضوعية .
إن ممارسة الديمقراطية بهذا الشكل السطحي وإيهام الرأي العام ، أن عملية الانتخابات كانت نزيهة وشفافة ، وذات مصداقية وهي التي تعرض فيها المواطنون لأبشع أنواع الابتزاز والتوجيه المعنوي ، يجعلنا نخاف علي مستقبل الوطن عموما والشباب خصوصا الذي انخرط أغلبه في التسويق بآليات لا تتناسب ومستوي الوعي والقدرة والحيوية المتوقعة عنده .
إن الاختيار عندما لا يكون على أساس المشروع السياسي ، والبرنامج الانتخابي ، وعندما لا يكون الوطن حاضرا في تفاصيل التفاصيل ، ومستقبل البلاد وازدهارها هو الهم المشترك وعنصر المفاضلة بين المترشحين لقيادة سفينة البلاد فإن أي استحقاقات لا يمكن وصفها إلا بأنها عبثية” !!