فاجأ عدد من الجنود الاسرائيليين، الذين شاركوا في العدوان الاسرائيلي على غزة وقبله عملية “عودوا ايها الاخوة”، التي بحثت عن المفقودين الاسرائيليين الثلاثة، انهم يعيشون ضائقة اقتصادية صعبة الى حد الجوع.
وفي خطوة اعتبرها البعض جريئة وتعبيراً عن خطورة وضعهم، بعث عدد من الجنود، ممن خدموا في وحدات قتالية، برسالة الى رئيس اركان الجيش بيني غانتس، ووزير الدفاع موشيه يعلون، ورئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، يطلبون فيها مساعدتهم على تجاوز ضائقتهم الاقتصادية، مشيرين إلى أنهم لا يجدون طعاماً في بيوتهم وبأن وضعهم يتدهور كلما عادوا الى بيوتهم في خدمتهم في الجيش.
وجاء في الرسالة: “تجندنا للجيش واخترنا أن نصبح من المحاربين من خلال شعورنا بأداء الرسالة والالتزام الاجتماعي. فوجئنا منذ الأيام الأولى لتجنيدنا بأن علينا شراء معدات كثيرة من جيوبنا الخاصة، في سبيل أداء مهامنا، رغم أننا لا نملك المال لدفع الثمن. وسرعان ما اتضحت لنا الفجوات بين الجنود، الذين تملك عائلاتهم القدرة على مساعدتهم، وأولئك الذين لا يملكون. ومنذ تجنيدنا للجيش وبسبب عدم تلبية الراتب الضئيل للاحتياجات الأساسية، تحولنا الى متسولين، واصحاب ديون للبنك ولكل مكان ممكن. وبدل الارتياح بعد التدريبات المنهكة، اضطررنا للقيام بأعمال شاقة، لتسديد الديون او لمساعدة عائلاتنا بـ300 شيكل اخرى شهرياً”.
وكتب الجنود انهم لم يستطيعوا العمل خلال الأشهر الأخيرة بسبب الخدمة في عمليتي “عودوا ايها الأخوة” و”الجرف الصامد”، ولذلك فإنهم يفتقدون في جيوبهم حتى لهذه القروش الضئيلة. وقال مصدر عسكري رفيع، في حديث مع الاذاعة الاسرائيلية، ان هذه الظاهرة معروفة للجيش، وهناك جنود جوعى، وفي كل سنة يتم استثمار اكثر من 100 مليون شيكل لمصلحة “مدفوعات العائلة” للجنود، واكثر من 300 مليون شيكل لمعالجة شروط الخدمة للجنود النظاميين، و10 ملايين شيكل لشراء المواد الغذائية، و6 ملايين شيكل لهدايا الأعياد. واعتبر رئيس صندوق الصداقة الذي يعتبر اكبر المتبرعين لرفاهية الجنود، ان هذه الرسالة تثبت بأن “محاربة الفقر في الجيش لا تقل اهمية عن محاربة الأعداء”.