طقوص غريبة تمارصها جماعة “الفيروز” القاطنة فى جنوبى غرب مدغشقر، ومن مظاهر احترامهم للمقابر والأموات، أنهم يرقصون حولها ويرمون أثمن ما لديهم من مرجان ملون زهدا فى الحياة، ويعتبرون أن المرء لا يصل إلى حكمته الإلهية إلا بعد أن يصبح ميتا.
ويعتقدون أن الروح بعدها تهيم فى البحار، تفتش عن الأفق الأزرق، وعن معنى وجودها عندما كانت أسيرة الجسد، حيث ينظرون إلى الحياة كرحلة عابرة، كما يعتقدون أيضا أن “المرجان” الذى يصطادونه من البحار كان حيوانا خطرا يأكل البشر، وقد تم ترويضه ليكون كائنا أليفا من خلال أجدادهم الأقدمين.
ومن عادات “الفيروز” أنهم عندما يبحرون فى القوارب لابد أن يصحبهم “شيخ الجماعة“، لأنه هو القادر على أن يقرأ السحب ويكشف عن نوايا الرياح، ويحدد أوقات الإبحار الثمينة للصيد، كما يحدد موسم العواصف، وحين يعطى “شيخ الجماعة” أمره بالإبحار ويستقل معهم زورقا تبدأ الصلوات لأرواح الأجداد، فهى وحدها فى اعتقادهم التى تجعل رحلتهم آمنة ومنتجة.
جماعة “الفيروز” تعتقد كذلك أن شيخ الجماعة وحده الذى يعرف أماكن الأرواح الشريرة
ويعتقدون أن “شيخ الجماعة” وحده يعرف أين تكمن الأرواح الشريرة وسط البحار، أو الأرواح الخيرة التى يسمونها أرواح “التسومبا”، والجميع يعتمد على خبرة هذا الشيخ وبصيرته، ويرون أن أى خلل فى بصيرة “شيخ الجماعة” ونظرته للأمور مردة إلى خطئهم هم، فهم لم يؤدوا تماما طقوسهم التقليدية التى نص عليها الأجداد وفرضوها كما ينبغى.