تمكّنت مبادرة مشتركة بين المعهد العالي للتعليم التكنولوجي في روصو والحظيرة الوطنية لجاولينغ بدعم من المنظمة غير الحكومية الفرنسية GRET من تحويل نبتة تشكل مصدر إزعاج للمزارعين على ضفة النهر إلى مصدر للطاقة المتجددة، وذلك من خلال ترقية الفحم المنتج من نبتة ‘تيفه’ Typha.
وقد حصل فريق المشروع على جائزة التلاقي لسنة 2015، وهي جائزة تكافئ المشاريع ذات الآثار الاجتماعية أو البيية العالية.
يعود الأمر إلى خمسة عشر سنة خلت، عندما عانت ساكنة منطقة روصو من الآثار المدمرة لغزو هذه النبتة وهو ما تولدت عنه هذه الفكرة منذ عام 2010، فمنذ إنشاء سد ادياما في عام 1986 في مصب نهر السنغال، وجدت Typha أرضا خصبة لانتشار في المياه العذبة وأصبحت تتقدم باستمرار وهي تغطي الآن مساحة 130 كم حول ذراع النهر، على طول السدود وعلى حافة المسطحات المائية والمستنقعات.
و تتسبب هذه النبتة في تعطيل النظام البيئي، وتغير نوعية المياه، بالإضافة إلى امتصاصها للأكسجين، وبالتالي تمنع نمو النباتات الأخرى وتعيق النشاط الاقتصادي لأنها تحد من المناطق المعتادة للزراعة والصيد، كما أنها تساهم في انتشار البعوض والطفيليات وما يصاحبها من أمراض.
و يحول المشروع هذه النبتة إلى فحم يمكن استخدامه من قبل السكّان وهو فحم يمتاز بأن انبعاثاته الغازية الضارة للبيئة أقل بكثير من انبعاثات الفحم المنتج من الخشب، كما أن للمشروع آثارا اقتصادية تتمثل في تشغيل السكان المحليين في تقطيع النبتة ومعالجتها وتحويلها إلى فحم.وقد أنشئت لهذا الغرض وحدة تقليدية في روصو سنة 2012 ويشرف على إدارتها القرويون، حيث يقوم الرجال بقطع ‘تيفه’ ويتولى النساء تحويلها إلى فحم وتسويقها.
وقد تم منتصف سنة 2014 إنشاء وحدة صناعية لتطوير عملية إنتاج الفحم من ‘تيفه’ ويهدف القائمون على المشروع لتسويقه في نواكشوط، وذلك لأن موريتانيا تستهلك 50 ألف طن من الفحم سنويا منها 35 ألف طن في نواكشوط وحدها.
– ترجمة: الصحراء