“إبرا” ظاهرة عبثية لا تنم إلا عن إفلاس النخبة و غياب الدولة في هذا البلد .. عنصرية حتى النخاع و متخلفة و جاهلة حد عنصريتها و همجيتها و سطحيتها و بعد أصحابها من أي قيم بشرية يمكن التعاطي معها بأي منطق.. ساهمت الأخطاء الأمنية في ظهورها و ساهم إفلاس المعارضة في انتشارها و تبجحها ليصبح بيرام نجم اللقاءات الاستثنائية مع زعيم المعارضة و منظر الحركة الإسلامية و منظمات حقوق الإنسان الصهيونية و “أفلام” و هلم جرا .. و تهريجا .. و ارتزاقا ..
لا يكتمل خطاب “إبرا” دون هز عضلات تتوعد من يشفقون على سخافة أصحابها بما يأبى الله أن يكون .. و لن تتوقف عند حدودها من دون أن تكون السلطة قادرة على حماية المجتمع من الدعوات العنصرية و العبثية التي بدأت تنتشر كيفما اتفق من قبل شخصيات مرتزقة و جاهلة تحركها أيادي خفية تسعى إلى زعزعة السلم الاجتماعي في البلد، مرددة شعارات نضالية هي أكثر من يسيء إليها بما تقوم به من أعمال همجية و ما تردد من عبارات جاهلة ، تستفز المجتمع بالتحريض على العنف و تشعل النيران في مقدسات (شلت أياديهم النجسة) لم تستطع جهابذة الفكر العالمي مواجهتها بغير الاستسلام لسمو مقاصدها و تضلع العقول التي أنتجتها و عظمة شأن الرسالة المحمدية التي قدمتها للعالم. “حادث إحراق الكتب لم يتم التشاور عليه” يا ولد سيدي ميله، ليس اعتذارا بقدر ما هو هروب واضح من الاعتذار بطرق مراوغة لا تناسب مكانتك الإبداعية الرائعة.. و موقفك مما أسميته “اجتهادات البشر” نكران لعظمة مذهب نهلت من بحره أعظم الحضارات المتقدمة، عار على مثلك الالتفاف عليه لتبرير جرائم منظمة أشرار تتبجح بالجهل في حق أجل علماء أعظم حجة، حفظها الله بهم و شرفهم بها .. يخجلنا أن تزدري باجتهادات العلماء الموسوعيين و تتمسك بخزعبلات برام ولد اعبيدي.. و من المؤسف أن التاريخ لم يعرف متهما أعزلا من المبررات و ليس في الدنيا أصعب من شرح البديهيات ! و من بين كل البيانات التي صدرت من بعض الجهات السياسية و الثقافية (و أحجمت عنها أخرى مع الأسف؟) ، كان بيان حزب الاتحاد من أجل الجمهورية و بيان حزب حاتم وحدهما على مستوى الحدث وضوحا و شجاعة فيما كانت البيانات الأخرى ما بين الجبانة و الخجولة حد التواطؤ و المتواطئة بجبن حد الخجل : ـ “إن حزب “عادل” يدين هذا التصرف المشين ويدعو جميع الموريتانيين مهما كانت انتماءاتهم وأعراقهم الي وثبة قوية في وجه مثل هذه الممارسات الدخيلة ومنع تكرارها؟ لا أفهم شخصيا كيف يمكن فهم هذا النص البسيط بأي شكل من الإيجابية حين يصف “هذه الممارسات” بمجرد “الدخيلة” و يطالب فقط “بعدم تكرارها”؟؟ حسبنا الله و نعم الوكيل . ـ “وتطالب رابطة الصحفيين من مناضلي “إيرا” وعلى رأسهم السيد بيرام ولد اعبيدي بالاعتذار للشعب الموريتاني المسلم بكافة مكوناته العرقية ودعاة حرية التعبير والتنوع الفكري والثقافي عن الحادثة” / من يمنح أشرار “إيرا” صفة المناضلين و يصف شيطانها الرجيم بيرام ولد اعبيدي ب”السيد” لا يستكثر عليه الوقوف عند كلمة “الحادثة” دون وصفها بأقل صفات السلبية ؟؟ بيانات مؤسفة الضعف و التحفظ و الجبن ، كان أغربها و أدعاها للحيرة بيان حزب تواصل بلغته الممجوجة و تعابيره المهزوزة و مقاصده الغامضة : ـ ” لقد عاد الجدل والتعاطي مع موضوع الاسترقاق إلى الساحة الوطنية أخيرا ، وكثرت الأفعال وردود الأفعال، وفي هذا السياق أقدمت منظمة “إيرا” على حرق مجموعة من الكتب المشهورة عند فقهاء هذا البلد وعموم أهله. ـ وتواصل وهو يتابع هذه التطورات ليعبر عن أسفه على محاولات إشغال الساحة عن الجوهري في معركة الحق والعدل والحريات. 1 ـ يدين ويستهجن الإقدام على حرق الكتب الفقهية ويعتبر ذلك عملاً خارجاً على ثقافة البلد وأخلاقه ومنطق التعامل مع العلم وأهله والرأي والقائلين به”. 2 ـ يجدد أن نظرته للفقه المالكي عموماً وللتراث الاسلامي والفقهي في هذا البلد هي نظرة تقدير واستصحاب مع أن كل كلام يؤخذ منه ويرد، وأن الملزِم هو الكتاب والسنة. هذه أربع فقرات من بيان حزب تواصل الإيراوي هنا على الأقل، أكثر من الإسلامي : اسمعوا عبارة “… أقدمت منظمة “إيرا” على حرق مجموعة من الكتب المشهورة عند فقهاء هذا البلد وعموم أهله” : لا وصف للمنظمة و لا وصف للمحرقة و حين أرادوا أن يصفوا الكتب بتعمد واضح الاستنقاص، قالوا فقط “المشهورة عند فقهاء هذا البلد وعموم أهله”؟ إن 80% من القانون الفرنسي مأخوذة من الفقه المالكي يا هؤلاء و هي من أشهر و أغنى المراجع الفكرية في الجامعات الأمريكية و الصينية و الروسية ناهيك عن البلدان العربية و الإسلامية على اختلاف مذاهبها و مشاربها .. و ليس هذا مكان تصفية الحسابات بين المذهب المالكي الموسوعي و الشطحات الوهابية المدفوعة الثمن .. في الفقرة الثانية من البيان كان أسف تواصل على “محاولات إشغال الساحة عن الجوهري في معركة الحق والعدل والحريات” : أريد من هم أكثر إنصافا و توازنا مني و أقدر مني على الفهم أن يشرحوا لي معنى هذه الفقرة لأن ما فهمته منها لا يمكن أن أتهم به غير الصهيونية !؟ في الفقرة الثالثة اعتبر الحزب حرق الكتب الفقهية “عملاً خارجاً على ثقافة البلد وأخلاقه ومنطق التعامل مع العلم وأهله والرأي والقائلين به”: إذا كان في هذا الكلام البارد ، المحايد النعوت أي استياء من جريمة “إيرا” الوقحة، فأصحابه هم أسوأ من يفهم اللغة العربية على وجه الأرض. و سأقول ـ بعيدا عن الأحكام المسبقة ـ أنني لم أفهم الفقرة الرابعة لكنني أسأل أصحاب تواصل ـ الذين أقر بأنني أصبحت ملزما بالتحفظ على وصفهم ب”الإسلاميين” أو حتى بالإسلامويين ـ هل يجد تواصل بالفعل هذه مناسبة لـ”يجدد نظرته للفقه المالكي عموما و للتراث الإسلامي والفقهي في هذا البلد” ؟ هل يقصد تواصل ما يعنيه حين يقول ” … وأن الملزِم هو الكتاب والسنة”، ردا على جريمة “إيرا” النكراء أم هو انتهاز للفرصة للتذكير بالمسافة بين الوهابية و الفقه المالكي؟ تقولون ” مع أن كل كلام يؤخذ منه ويرد” ، هكذا بكل هذه البساطة ـ في رأيكم ـ يمكن أن يؤخذ و يرد من الفقه المالكي والتراث الإسلامي والفقهي في هذا البلد، بكلام بيرام ولد اعبيدي و شياطين “إيرا” : و تغضبون إذا وصفناها بالكبيرة منكم و إذا لم نستكبرها منكم تغضبون؟؟ إن هذا التبسيط الممنهج لأفظع جريمة في حق أعظم مراجع فقهية ملؤها الآيات المطهرة و الأحاديث الشريفة لا يمكن فهمه دينيا و لا ثقافيا و لا أخلاقيا و لا ديمقراطيا و أعتقد أنه أصبح من واجبنا أن نذكركم بأن الله عز و جل و تعالى علوا كبيرا، غني عن دفاعكم جميعا و عن نصرتكم المشروطة و حساباتكم السياسية المهزومة و منطقكم المهزوز .. على السلطات الموريتانية أن تعي أن هذه ليست قضية سياسية يمكن التسامح في عدم إطلاق يد القضاء في معاقبة مرتكبيها بما يستحقون من ردع لا رأفة فيه. على الشعب الموريتاني محاصرة هذه المنظمة الشريرة ، المارقة ، الجاهلة ، المستهترة على الصحافة أن تمتنع عن أي نوع من التعاطي مع هذه المنظمة الشريرة، الحاقدة ، لدنيئة على الأحزاب و المنظمات عزلها و محاصرتها إعلاميا و سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا.. على الفنادق و النوادي و جيران الساحات العمومية منعها من أي ظهور لممارسة أنشطتها المعادية لله و رسوله و المؤمنين .. على الجميع أن يحاصر و يقاطع و يدين كل من يتعامل معها و من يذكر اسمها الشرير على لسانه أو في كتابة أو بأي إشارة أخرى يجب تصنيفها ضمن المنظمات الصهيونية الأكثر عداء للإسلام و المسلمين يجب تعميم التحذير من التعامل أو التعاطي معها عربيا و إسلاميا و دوليا كمنظمة معادية للدين و الثقافة و القيم الإنسانية و المفاهيم الحضارية و النظم الأخلاقية .. ” إن الله لغني عن العالمين ” صدق الله العظيم