الإعلام العمومي ليس ترفا ولا مجرد مؤسسة حكومية؛ إنه صوت الشعوب وذاكرتها الجماعية، جواز سفرها وبطاقة عبورها إلى العالم، وبدون إعلام عمومي قوي ومهني، تضعف الديمقراطية ويضيع الحق وتغيب المعلومة وتختل الرقابة في المجتمع.

ولا يخفى على أحد أن الإعلام يوصف منذ عقود بأنه “مهنة المتاعب”، لكن عندما يتعلق الأمر بالمتعاونين العاملين في المؤسسات الإعلامية العمومية، فإن المتاعب تتضاعف، وتتخذ أبعادا أكثر تعقيدا، حيث تتداخل الإشكالات المهنية مع الأزمات المالية ومصاعب الحياة فخلف كل متعاون في مجال الإعلام قصة مثابرة ومصابرة وحكاية اتراجيدية نسجت خيوطَها المعاناةُ التي تصل أحيانا كثيرة إلى درجة الإحباط القاتل.
منذ ثلاثة عقود يعيش بعض المتعاونين العاملين في الإعلام العمومي مفارقة مؤلمة: فهم واجهة الأحداث، وصناع الإعلام. وأصداء الصوت وأجزاء الصورة، ينقلون الأخبار، ويصنعون الرأي العام، ينقلون هموم المواطن إلى الشاشة والمذياع والجريدة، ويغطون نشاط الحكومة ومع ذلك يعيشون على هامش الاهتمام، سواء من حيث ظروف العمل أو الحقوق المهنية، فقد عرفوا أصناف المعاناة،داخل المؤسسات وصبروا عليها تحت ضغط الحاجة وإكراهات الواقع،
ولعل من أبرز تجليات تلك المعاناة هو تدني الرواتب فهو أحد أبرز المعضلات التي تواجه المتعاونين العاملين في الإعلام العمومي، فالرواتب المتدنية مقارنة بحجم الجهد المبذول وطبيعة المهنة الشاقة في ظل موجات الغلاء والتضخم المتصاعدة، حيث يجد العامل نفسه عاجزًا عن تحقيق استقرار مادي أو حتى تغطية احتياجاته الأساسية بشكل كريم. تكييفا مع الوضع الإقتصادي المتغير باستمرار.
تعاقبت الأنظمة والحكومات على هذه القضية وتجاهلتها جميعها بل إن بعضها أوقف الترسيم ومنعه بشكل نهائي
فلم نجد نظاما جعل من الإهتمام بالفرد والأسرة والطبقات الهشة محور إهتمامه ومركز إنجازه سوى نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الذي حرص في مأموريته الأولى من خلال هيئة “التآزر” على تحسين ظروف عشرات آلاف الأسر في ربوع الوطن فوفر لهم تأمينا صحيا وتحويلات مادية شهرية ورعاية لأسر لا عائل لها وتقع تحت خط الفقر فقامت الهيئة بإنعاشهم ومساعدتهم على البقاء في ظروف مقبولة
هكذا كان الرئيس غزواني في خطاباته وفي نظراته ينظر إلى الفئات الفقيرة والهشة بعين الرفق الإهتمام كما هو الحال مع العمال كل القطاعات الذين زادت مرتباتهم وعلاواتهم مرات إيمانا منه أن العامل لابد أن يكون في ظروف مادية مناسبة لأداء عمله ثم أنهم يعيلون أسرا موريتانية كانت وما تزال هي الشغل الشاغل للرئيس الذي يسعى إلى جعل الأسرة الموريتانية أسرة سعيدة لديها كل مقومات الحياة
من هنا قرر فخامته حل معضلة عمرها ثلاثون سنة ألا وهي قضية العمال غير الدائمين في مؤسسات الدولة والذين يعيشون ظروفا مأساوية ويعملون دون عقود ودون حقوق ليدخل الفرحة على ثلاثة آلاف أسرة موريتانية بترسيم عمال الإعلام العمومي وشركة الكهرباء “صوملك” إنه لعمري لإنجاز تاريخي في المأمورية الثانية سيظل التاريخ يذكره للرئيس محمد ول الشيخ الغزواني الذي عودنا في عهده الميمون أنه لا تهميش ولا إقصاء ووأن موريتانيا لكل الموريتانيين وكما قال : أنه لن يترك أحدا على قارعة الطريق وقد أنجز ماوعد .
فشكرا فخامة الرئيس على إدخال الفرحة على آلاف الأسر الموريتانية والشكر موصول لمعالي الوزير الأول المختار اجاي الذي نفذ تعليمات رئيس الجمهورية بجدية واهتمام بالغ ولن ننسى الدور الذي قام به معالي وزير الثقافة والإتصال الدكتور الحسين ول مدو الذي ظل قريبا من المتعاونين منصتا لهم مشاركا لهم في نضالهم وفي فرحتهم فقد بذل كل الجهود من أجل تقدم العمل في هذا الملف التاريخي الشائك
كما نشكر كل مديري مؤسسات الإعلام العمومية على تعاطيهم الإجابي ومساعدتهم للجان المختصة من أجل إتمام العملية بنجاح
والشكر لكل من تعاطف مع المتعاونين ونصرهم وآزرهم في قضيتهم طيلة هذه السنوات.
الصحفية خديجة منت محمد عبد الله متعاونة في الإذاعة الوطنية