وحدهم البريطانيون من يحتفلون بمقدم السنة الميلادية الجديدة بمظاهر الألعاب النارية والسهرات الصاخبة في الحانات والأندية الليلة، والوقوف أمام برج ساعة «بيغ بن» الشهيرة، لكن ليلة رأس السنة تعني أشياء مختلفة لغالبية شعوب الأرض، بحسب ما أوردت صحيفة «الإندبندانت» البريطانية أمس.
ففي نيوزيلندا التي عادة ما تكون أول دولة تنتصف فيها ليلة رأس السنة، اعتاد الناس الوقوف أمام أبواب منازلهم ليقرعوا على قدورهم وأوانيهم المنزلية، اعتقاداً منهم بأن الجلبة والضوضاء يطردان الأرواح الشريرة.
أما في اليابان فإن اليابانيين يرحبون ليلة رأس السنة بآلهة السنة الجديدة، مع ما يصاحب ذلك من زينات. وحين يأتي الليل لا تقرع أجراس المعابد البوذية 12 مرة كما يحدث في البلدان الأخرى، بل 108 مرات، وذلك لطرد عدد من الحالات الذهنية غير المرغوب فيها، كالغضب والغيرة. ويمتنع اليابانيون عن الذهاب إلى أعمالهم في أول أيام السنة الجديدة باعتبار ذلك حظاً سيئاً.
وفي روسيا، درجت العادة أن يكتب كل روسي، في منتصف ليلة رأس السنة، أمنيته التي يرجو أن تتحقق على ورقة، ثم يشعل فيها النار، ويجمع رمادها ليلقيه في كأس الشمبانيا ويشربها قبل حلول الدقيقة الأولى بعد منتصف الليل!
أما في الدنمارك، فإن للمناسبة طعماً آخر، إذ تقتضي التقاليد أن يجمع الفرد ما يملكه في أوان وأدوات فخارية قديمة ليقوم بتكسيرها أمام أبواب منازل أصدقائه في آخر ليالي السنة المنقضية. وكلما كثر الحطام أمام باب منزلك فإن ذلك يعني أن شعبيتك وسط أقرانك عالية جداً!
وفي إسبانيا، يجمع الإسبان حبّات العنب ليلة رأس السنة ويأكلونها بعد كل ضربة من الضربات الـ12 التي تعلن انتصاف الليل ومولد اليوم الأول من السنة الجديدة، تعبيراً عن الأمل بالنجاح في بيع محصول العنب للسنة المنقضية.
أما في اسكتلندا فإن السكان يراعون تقليد تقديم هدية لمناسبة رأس السنة. ويشمل ذلك تقديم رقصات للأصدقاء أو أن تكون أول زائر لمنزل صديقك بعد منتصف ليلة رأس السنة حاملاً معك هدية من الخبز أو العملة المعدنية أو كومة فحم. وفي إنكلترا، يتفاءل الناس بأول قدم تدخل عتبة المنزل، شرط أن يكون الزائر رجلاً طويل القامة وداكن اللون. أما إذا كان الزائر امرأة أو رجلاً أشقر الشعر فإن ذلك يعد فألاً سيئاً.
وفي جزر البهاما، تبدأ الاحتفالات بالعام الجديد في نحو الثانية فجر أول أيام السنة الجديدة، ويبدأ السكان القيام بمسيرات صاخبة يدقون خلالها الطبول وتستمر حتى بعد شروق الشمس، في تقليد يعتقد أنه مستمر منذ القرن الـ16.
أما البرازيليون، فيحتفلون بالسنة الجديدة بطريقهم، إذ يخرجون في حشود غفيرة إلى شاطئ الدار البيضاء في ريودي جانيرو، وهم يرتدون ثياباً بيضاً لطرد الأرواح الشريرة، ويقفز بعضهم فوق الأرواح سبع مرات لجلب الحظ السعيد!