أنا إنسان مريض .. إنسان حقود .. إنسان ممقوت.. وأظن أن كبدي مريضة إلا أنني لا عرف شيئا عن مرضي ولا أعرف ما هي علتي ولا أستشير طبيبا رغم أني أحترم العقاقير والأطباء ..ومهما يكن فإنني مثقف إلى حد يكفي ليجعلني لا أصدق الخرافات إلا أنني أؤمن بها مع ذلك .. ” فيودور دو ستويفسكي .. الإنسان الصرصار”. مرة أخرى يعود الدكتور الشيخ ولد حرمة عبر مساره المكشوف وأنفاسه تكابد وتنزلق وفي كفه أوراق الحصاد الهزيل بعد هزيمة المعارضة في خيار المقاطعة الذي كشفه الشعب الموريتاني وعراه عبر صناديق الإقتراع التى يكرهها الشيخ ورفاقه في المنتدى .. يعود الشيخ وعرق حبره تفوح منه رائحة الدم والقروح التى تثقل قلبه الممتلئ بالحقد على مسيرة البناء والتنمية التى تخوضها البلاد بكل فخر وأعتزاز في ظل القيادة الراشدة لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز . إن ماورد في هذا المقال لا يختلف عن ما ورد في سابقيه حيث الإمعان في سب شخص رئيس الجمهورية والتشكيك في المسار السياسي والإقتصادي للبلد دون تقديم الأدلة على تلك الأوهام .. إن طالب الحقيقة لا يكفيه أن يكون مخلصا في قصده بل عليه أن يترصد إخلاصه ويقف موقف المشكك لأن قاصد الحقيقة إنما يحبها لذاتها، بعيدا عن الغرور والتزلف والتناقض الفاضح خاصة من شخص كان بالأمس القريب يشبح الطبول وينفخ المزامير تأييدا ومدحا للمشروع الذي يقوده الرئيس محمد ولد عبد العزيز .. حقا إن الكتابة تشبه السلاح تماما حيث لابد لصاحبه أن يحسن أستعماله وإلا فإنه لو تصرف دون عقلانية أضاع نفسه منتحرا بين ضفاف حروفه المشبعة بالسم الزعاق. الشعب يعرف الحقيقة وأظهر تأييده للرئيس لقد شكلت انتخابات الواحد والعشرين من شهر يونيو محطة بارزة في تاريخ الدولة الموريتانية والمسار الديمقراطي الذي نعيشه ، حيث خاض الشعب الموريتاني تجربة جديدة لإنتخاب رئيس للجمهورية عن طريق صناديق الإقتراع وقد تنافس في هذه الإنتخابات خمسة مرشحين وصفهم الكاتب بما لايليق من شخص يتبجح بإيمانه بالفكر السياسي والعملية الديمقراطية ويصف المرشحين بأنهم زمرة من منتسبي الأمن يالها من سخرية . لا عليك أيها الشيخ فأنت تهذي و الرأي العام الوطني والدولي يدرك هذه الحقيقة بشكل قاطع .. لقد تجاوزت الحدود في وصفك لخصومك السياسين وذلك لعمري دليل قاطع على مستوى الإفلاس الذي تعيشه فرقة الأوركسترا في المنتدى ..حين يشنفون أذانهم بسنفونية العيب والقدح والتجريح التى تعزفها على أوتار مسارك المترهل . إن الإنتخابات الرئاسية الأخيرة كشفت بشكل واضح حجم الوجود السياسي للقوى السياسية التى لم تشارك في إستحقاقات الحادي والعشرين ، فعلى مدى أكثر من ثلاثة سنوات ظلت هذه القوى تلعب على وتر مقاطعة المسار الديمقراطي مستقلة ظروفا دولية و إقليمة تقتصر الطريق وبعد فشل ذلك المسار اتجهت الى خيار المقاطعة الذي تبنته وجابت بشعاراته الشوارع والمدن والأرياف دون تدخل أو مضايقة من النظام . جاءت إذن نتائج الإنتخابات على خلاف ما توقعه قادة المنتدى وبقية عازفي الجوق المهزلي حيث تميزت الإستحقاقات بمشاركة قاربت سبعة وخمسين في المائة وشارك فيها أكثر من سبع مائة وخمسين ألف مواطن موريتاني .. ويعلم الجميع أن الظرف الزماني يساعد على عدم المشاركة في الإستحقاق نتيجة حر الصيف ووجود الآلاف من المواطنين في البلدان المجاورة بهدف الإنتجاع وكذلك تزامن الإقتراع مع إجراء الإمتحانات النهائية وتنظيم بطولة كأس العالم .. كل هذا لم يمنع الشعب الموريتاني من المشاركة القوية في الإنتخابات . اليوم وبعد فشل شعار المقاطعة كما فشل قبله شعار الرحيل يجنح أعداء الديمقراطية الى تسميم الأجواء وتعطيل عجلة التنمية التى تقودها البلاد في ظل الأمن والإستقرار رغم الظروف الدولية والإقليمية التى يطبعها التوتر وعدم الإستقرار .. حقا إنهم زمرة من المفسدين فضلوا مصالحهم الشخصية الضيقة على مصلحة البلاد والعباد. وستكون مرحلتهم المقبلة تعتمد بالأساس على نشر الشائعات والأكاذيب من خلال مجموعة من مرتزقي الكتابة وذلك قصد التشويش على النجاح الباهر الذي حققته البلاد في جميع الأصعدة ..وسيلعب هؤلاء الكتاب على تحريك القضايا الإجتماعية والإثنية من خلال الدعايات المقرضة وتشويه الحقائق عن طريق معطيات مغلوطة جملة وتفصيلا . ولا استبعد أن يحدث مع هؤلاء الكتاب ماحدث مع الكاتب اليوناني نيكوس كازنتزاكيس حين خلق حالة من التألق الوهمي ودخل بذلك مسابقة أقامتها إحدى الجامعات اليونانية ونال مكافأة ملفتة للنظر لكن رئيس لجنة فحص النصوص فاجأ الجميع حين تناول الكلام وقال نحن نمنح الكاتب جائزة.. لكننا في المقابل نطرده من هذه الحدود المقدسة نظرا للمضمون الفاضح والفاحش في نصه.. اعتقد أن الامر ينطبق تماما على كاتبنا الموقر.. فالكتابة عمل مقدس ولايجب أن تستعمل بهذا الشكل المبتذل والساقط الذي يقع فيه الشيخ مرة تلو الأخرى فحين يصل الكاتب مرحلة من الفحش الأخلاقي وعدم مراعاة الذوق العام للمجتمع والرأي العام يكون عقابه قاسيا فمابالك بمن يلعب على أوتار الوحدة الوطنية والنسيج الإجتماعي وكيان الدولة من أجل مصلحة دنيوية زائلة . يقول الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه : إن الحرب بين الخير والشر حرب أزلية بحيث أننا لانكاد نجد مكانا للعقلانية الرفيعة.. ويرى “نيتشه” أن خلاص البشرية من أفكار الشر مرهونة بوعي المجتمع وحرصه على إعلاء القيم الأخلاقية . لقد كان حريا بالكاتب الموقر الدكتور الشيخ ولد حرمه أن يراعي حرمة الشهر الفضيل شهر الأخلاق والتسامح ونبذ الضغينة والحقد ويتوب الى الله من أخطائه في حق نفسه وفي حق بلاده وشعبه .. لكن السياسة غلبته وأفسدت عليه روحانية الشهر العظيم . قال الحق سبحانه وتعالى ” والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد إحتملوا بهتان وإثما مبينا ” الأحزاب. إنه واهم من يعتقدأن حركة الشعوب والمجتمعات تقوم على دعوات التحريض والفتنة في غمرة ظروف طارئة تجر ورائها أصحاب العقول المريضة لاهثين خلف السراب بحيث انفكت سفنهم عن مراسيها وضاعت أشرعتهم في عتمة السياسة القاتلة .