لست كاتبا ولا خطيبا رغم حبي للاثنين معا ولكنني أحاول أحيانا أن أدلو بدولي وأن أساهم في إثارة ونقاش بعض المواضيع التي أراها هامة، خصوصا في ظل ازدحام عالمنا الافتراضي بالغث والسمين تحت تأثير وطأة عولمة خلطت الكثير من المفاهيم وحَرَفت بوصلة الكثيرين عن تعلم ما ينفع الناس ويمكث في الأرض وعما يُقدِّم الأوطان ويسمو بها في عالم الرقي والازدهار، أما والحال هذه فإنني أحب في هذه السطور أن أتحدث عن “الشباب والشأن العام” وذالك لكون الشباب فئة إن هي صلحت صلح المجتمع وإن فسدت لا قدر الله فسد المجتمع، الشباب فئة مهمة في كل المجتمعات وهي المحرك الأساسي لتنمية أي وطن وذالك شيء طبيعي لما تتمتع به هذه الفئة من قوة وحماسة وطاقة وذكاء ومن الطبيعي أيضا أن تهتم هذه الفئة بكل المجالات كي يكون هنالك توازن في المنظومة العامة لأي بلد، فجميل أن يتصدر الشباب المجال العلمي لأنه وحده الضامن للتقدم وجميل أن يساهم في المجال الخدمي المجتمعي وجميل أن يكون العمود الفقري للعمل التطوعي والخيري ولكن لا بأس كذالك بإشراكه ومشاركته في الشأن العام وبشكل أدق في التدبير والتسيير وذالك لأمرين اثنين : أولهما كسب الخبرة من الآباء والأجداد وثانيهما إدخال الحيوية والديناميكية لمختلف القطاعات وضمان مسايرة العصر بِعُيون أصحابه، الناظر إلى بلدنا يجد أنه حدث شيء كبير مما نعنيه من إشراك للشباب خصوصا في الخمس سنين الأخيرة وهذا شيء يُذكر فيُشكر وهي قاعدة صلبة يمكن البناء عليها وتطويرها فهي الضامن لقوة البلد وتطويره وازدهاره، صحيح أن من بين جيل الآباء والأجداد من لا يريد للشباب أن يأخذ دوره ومكانته ولكن وللإنصاف هنالك أيضا من بين ألئك الآباء والأجداد من يرى في الشباب خيرا ومستعد للمساهمة في التكامل والانصهار بين الخبرة والحماسة من أجل غد أفضل، والجميل في الأمر أيضا أن لدينا قيادة تنحاز مشكورة للرأي القائل بضرورة أن يأخذ الشباب مكانته ويساهم بشكل فعال في تنمية وطننا الغالي علينا جميعا، يبقى أن أشير إلى أنه على الشباب أن يتحمل المسؤولية وينبذ الحسد والكسل ويركن إلى العمل الجاد والمساهمة بشكل إيجابي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية …، عندها نكون كشباب قد أدينا الواجب وقمنا بالمطلوب هذا بالإضافة طبعا إلى وقفات تأمل وتقييم لا غنى عنها تساهم في التصويب وفي تسارع وتيرة الإنتاج، الوطن وطننا جميعا كبارا وصغارا ذكورا وإناثا شيبا وشبابا وهو بحاجة لجهودنا جميعا كل من موقعه ومكانه وعلينا أن نقدر المرحلة ونساهم بشكل أكبر في كل ما من شأنه المساعدة في تنمية وتطوير وازدهار وطننا الحبيب وفي ذالك فليتنافس المتنافسون.
بقلم / ابحيده ولد خطري عضو المجلس الأعلى للشباب