نظمت المنظمة الشبابية للإصلاح والتنمية أمس”الخميس26-06-2014″ بفندق الخاطر محاضرة تحت عنوان: محطات من التاريخ السياسي للدولة الموريتانية. وقد ألقى المحاضرة الأستاذ والباحث والمفكر سيد أعمر ولد شيخنا، أمام العشرات من المشاركين في ملتقى الوعي والريادة. وقد تناول المحاضر المحاضرة في نقاط:
الدولة والمركزية
وعن هذه النقطة قال المحاضر سيد أعمر ولد شيخنا إن موريتانيا لم تشهد دولة مركزية، لكن هاجس الدولة ظل حاضرا عند النخب والمجاهدين، حيث أقام الحاج عمر الفوتي الدولة العمرية في منطقة النهر، وقد كان هنالك حضور للدولة الصوفية حينها.
وأشار ولد شيخنا إلى أن باب ولد الشيخ سيديا كان متأثرا بالدولة التي أقام الفرنسيون بالسينغال، كما كانت الإمارات التي كانت موجودة كانت تمثل دويلات صغيرة.
عوامل استقلال
وفي إطار حديثه عن عوامل الاستقلال قال المحاضر إن فرنسا دخلت موريتانيا متأخرة، لكن الأخيرة ظلت موضعا استيراتيجيا مهما لفرنسا، وفي ذلك الإطار ظل الفرنسيون يخشون من نمو الحركة الوطنية.
وأكد ولد شيخنا أن الثورة الجزائرية(1954)كانت عاملا كبيرا في استقلال موريتانيا لأن فرنسا كانت تعتبر الجزائر قطعة أساسية من إفريقيا، مضيفا أن فرنسا أعطت الاستقلال للمغرب وتونس من أجل التفرغ للثورة الجزائرية.
مخاض الدولة
أما عن مخاض الدولة الموريتانية فقال ولد شيخنا إنه كانت أمامه أربع سيناريوهات:
1- الالتحاق بالمغرب..
2- الانضمام إلى فيدرالية مالي(السودان الفرنسي)” وكان من أهم دعاة هذا التيار: يعقوب ولد ابو مدين.
3- الانضمام إلى منظمة الأقاليم الصحراية، نظرا لأنها كتلة صحراوية لديها قسمات مشتركة.
4- استقلال موريتانيا.
موريتانيا والهوية
وفي إطار حديثه عن محور موريتانيا والهوية قال ولد شيخنا إن الهوية الإسلامية لموريتانيا كانت شبه محسومة لدى الموريتانيين، رغم أن دستور 1959 نص على أن الإسلام دين الشعب، وبالتالي لم تأخذ الدولة طابعة الدين الإسلامي. حسب قوله.
وأكد ولد شيخنا أن القضية الفلسطينية كانت حاضرة لدى الموريتانيين قبل استقلال ، وقد دافع عنها أحمدو ولد حرمة ولد بابانا في البرلمان الفرنسي، وهو حينها لا يعرف مكانتها على الخريطة. حسب قوله.
الوعي السياسي
واعتبر ولد شيخنا أن من أهم أسباب انتشار الوعي السياسي الموريتاني ما يلي:
– النهضة: والتي كانت تمثل التقدمية والتيار الإسلامي، كما كان يصفها أحد قادتها. يقول ولد شيخنا.
– هجرة الموريتانيين إلى مصر التي أسهمت في بروز الوعي السياسي الموريتاني.
– الحركات السياسية الموريتانية:، وفي هذا الإطار أشار ولد شيخنا إلى أن الوجود الأسبق كان للإخوان المسلمين، حيث كان يتردد على موريتانيا أحد قادة الإخوان المسلمين من دولة مصر، وفي سنة 1962 تم تأسيس أول جمعية لدى وزارة الداخلية الموريتانية، إلا أن هذه الجمعية لم تستمر، وقد تم اختيار المختار ولد حامد رئيسا لها.
– القوميون: كان لهم حضور مهم من خلال معهد أبي تلميت ومدارس نواكشوط.
– اليسار: أسهموا في بث وعي سياسي تحرري، وكان لانتشار الحركة اليسارية عوامل داخلية وخارجية.
موريتانيا والعسكر
واستهل ولد شيخنا حديثه عن العسكر بقولة تاريخية مفادها أن العسكر في موريتانيا لم يكن مولعا بالسلطة في السابق على خلاف الحاضر. واستدل على المقولة برفض مصطفى قائد الأركان حينها الانقلاب، معللا ذلك بأن العسكر لا يصلح للحكم وأن المختار أمنه على ذلك، وأنه يرفض بتاتا الزج بالجيش في السياسة.
وأكد ولد شيخنا أن الجيش الموريتاني مختطف- مثل السلطة- ولا يحكم موريتانيا الآن. وأضاف ولد شيخنا أن اغتيال الديمقراطية تم سنة1964، عندما أصبحت موريتانيا تعيش مرحلة الحزب الواحد والزعيم الواحد.