ما حدث في مقاطعة لكصر كشف عن نيات سيئة يبيتها بعض المرتزقة وتجار الاوطان الذين يستمتعون بانبعاث الفتن وبمرأى الدماء تسيل من ابناء الوطن ولولا حرص رجال شرطتنا البواسل على سلامة الارواح والممتلكات لاخذت الامور مجرى اخر وتفرغ المعتدون بددا واصبحوا نسيا منسيا لكنهم اصروا على حل المشكل بالحكمة والحسنى وعضوا على الرصاص تنفيذا لمبادئهم التي من اولها معالجة الامر بأقل خسائر فتفاجئوا بطغمة من الأشرار تحمل السيوف والعصي والسكاكين في مواجهة الشرطة التي كان بإمكانها لو أرادت ان تقضي على هؤلاء منذ اللحظة الاولى و تسوي بهم الارض
وهكذا حدث ما لا تحمد عقباه واستهدف هؤلاء على حين غفلة ولكن ذلك لن يفت من عضد شرطتنا الباسلة ولن يثنيها عن اداء واجبها النبيل الذي ما فتئت تتفانى في سبيله وتبذل لذلك الغالي والنفيس فمنذ فترة استطاع قطاع الشرطة ان يوقف طوفان العمليات الارهابية وذلك من خلال فلسفة الامن الوقائي الذي يستأصلها قبل الوقوع واستطاعت ايضا ان تحقق الامن العام في احياء العاصمة بل في كل بقاع الوطن فكانت دائما عيون افرادها ساهرة ليأمن المواطن وينام في نعمة وسعادة
انما حدث امس اعطى صورة الشرطة التي كانت دائما اول المدافعين عن امن المواطن وسلامته ولا غرابة اذا اصابها ما اصابها فهي حريصة على ان تسير الامور بهدوء بعيدا عن العنف او إراقة الدماء وهو ما استغله ضعاف النفوس للانقضاض على رجال الامن الذين جاؤوا لبسط السلم وليس للحرب و التزم عناصر الشرطة ضبط النفس واختاروا ان يكونوا الضحية بدل الاجهاز بقوة على هؤلاء المتربصين رغم انهم الاقدر على القوة والبطش لو اردوا ذلك فتحية لرجال شرطتنا البواسل وشفى الله جرحاهم وأعانهم على أداء واجبهم النبيل وجعل الله بلدنا هذا بلدا أمنا ورزقه من الطيبات .
إن المطالبة بالحقوق ان ثبت انها حقوق لا تعني اللجوء الى الفوضى واذكاء الفتنة واحراق الوطن فذلك لاينفع احدا كائنا من كان فسفينة الوطن تسع الجميع وإذا غرقت “لاقدر الله” فلا نجاة لأحد وعلينا جميعا ان نحرص على ان تسير هذه السفينة بأمان والا ننجر الى الاعمال التخريبية المنافية للدين وللاخلاق الرفيعة وعلى الاعلاميين والشرفاء اين ماكانوا ان يكونوا على قدر المسؤولية ويعطوا الشرطة حقها من التبجيل والتكريم والاعتراف بالجميل الذي قدمته وتقدمه دائما لهذا الوطن واصلة الليل بالنهار في دفع الضر عن هذا الوطن و حذار حذار من تشويه الحقيقة تحت أي ضغط فضعاف النفوس لا يستوعبون الواقع وينخدعون بالترهات فعلينا ان نذر الرماد في عيونهم ونكبلهم بالحقيقة المتبصرة عن السير في الاتجاه الخطأ الذي لا أحد يستهويه السير فيه
وعلى المعارضة هي الاخرى ان تتحمل المسؤولية وتعي ان المعارضة لا تعني استدعاء الفتنة وتهديد السلم الاهلي بقدر ما تعني التمثل يالمرجعية الوطنية و مؤازة المسيرة التنموية وتوطيد الامن والاستقرار ويجدر بالإعلاميين التبصر و الاخذ باسباب الحكمة وان يتحملوا المسؤولية في كل ما ينشرونه و يبادروا الى مقاطعة المستهترين والمرجفين الذين يسعون الى نشر ثقافة الكراهية والتفرقة بين ابناء الوطن الواحد وهم بذلك يلعبون دورا طلائعيا في بناء وطنهم ويؤدون واجبا دينيا واخلاقي
ان المساس بأمن الدولة هو مساس بالسيادة الوطنية و تقويض الاستقرار الداخلي وإشاعة الفوضى هي أمور لا يقبلها عاقل وسنكون جميعا صفا واحدا في مواجهتها فالحرية ليست الفوضى والعبث انها المسؤولية والالتزام والحكمة
احمد سالم ولد التباخ