أشفق على بعض إعلاميينا المتخندقين سياسيا حين يستخدمون صفحات مواقعهم للقيام بمهام كبيرة جدا من قبيل محاولة إحداث شرخ بين أركان النظام الوطني الحاكم؛ حقيقة عندما يصبح المرء مثيرا للشفقة والضحك معا يكون فعلا في وضع لا يحسد عليه. عثر أحدهم على مصباح علاء الدين الكفيل بتوتير العلاقة بصورة نهائية بين رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز والمدير العام للأمن الوطني الفريق محمد ولد مكت بادعاء أن الأخير بتصدي الجهاز الذي يقوده لكل ما من شأنه زعزعة أمن واستقرار البلد والحفاظ على سكينته العامة؛ كل ذلك يتم وفق النظرية الأمنية الجديدة من أجل إرباك الساحة السياسية وتوتير الأجواء العامة لخلق مناخ سياسي غير مستقر يهدد بقاء النظام.
وبطبيعة الحال فصاحب الفكرة المسممة هذه لا يمكن أن تبلغ به السذاجة حد تصور أنها ستسيء لعلاقة المدير العام للأمن الوطني ورئيس الجمهورية؛ فتلك علاقة لا يرقى إليها الشك؛ ولكنه يبغي دون ذلك أن يحدث حالة شك وسط الرأي العام تسود كل شيء وتخلط الصواب بالخطإ وتلبس الحق بالباطل.
وواهم من يتصور أن الشائعات المغرضة والأكاذيب والأراجيف ستفل من إصرار المدير العام للأمن الوطني على بسط الأمن ونشر السكينة في كل شبر من موريتانيا ولصالح كل الموريتانيين، أو التساهل أو التسامح مع مروجي الفتن وأصحاب الدعايات العرقية والشرائحية التي تحاول آيسة إحداث انقسام بين أبناء الشعب الواحد.
إن الأمن الوطني الذي لقن عصابات الجريمة المنظمة والارهاب درسا لا تنساه استفادت منه عبرا أدناها أن لا تحاول أبدا عبور حدودنا الوطنية؛ مثل هذا الجهاز قادر على ردع كل الخفافيش التي تعمل في الخفاء ضد اللحمة الوطنية والسلم الأهلي لصالح أجندة لم تعد تفاصيلها تخفى على أحد.
وكل المنصفين والغيورين على موريتانيا شعبها ومستقبلها يدركون القفزة التي عرفها الامن الوطني خلال هذه الفترة والتحسن الواضح الذي بات المواطن يلمسه في حياته اليومية؛ وبالتالي فواهم من يتخيل أنه كلما أساءت مجموعة ما لأغراض ما لوحدة وانسجام الشعب وتتبعها الأمن وقبض عليها يمكن لحملة شائعات وأكاذيب أن تمكنها من الافلات من القانون لتلقى ما تستحق!
موقع السبيل